الجمعة، 29 مارس 2024

وحشتيني









 امبارح الست اللي بتساعدنا في المكتب وهي ست كبيرة قالت لي وحشتيني، سألتها ما جاتش ليه الاسبوع اللي فات اتفلتت في العياط زي طفل صغير وحكت لي قد ايه كانت تعبانة 

طبطبت عليها وعرفنا نهديها انا وزميلتي بس حسيت بأثر في نفسي، من ارتياحها ليا سواء بالافتقاد أو بالشكوى  وهو افتقاد حقيقي ماعليهوش غبار زيف ولو بسيط ..

لو فيه حاجة حلوة عملتها، هي علاقتي الجميلة و العميقة الحمد لله بكل العمال اللي اتعاملت معاهم واللي اكتشفت أنه كان من طفولتي في المدرسة كمان مش بس على كبر

ف الحمد لله رب العالمين 



الاثنين، 25 مارس 2024

غزة الحبيبة

يقول النبي ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه

 ويقول ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته 

ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه

أقف أمام ذنوبي التي يسترها الله وانا أسأل لماذا وهبني الله الوقت، لماذا لم يقذفني في النار، ويقبض روحي على معصيته!

أستغفره واتوب إليه فأشعر بلذة الرجوع إليه فأفهم لم أمهلني

أقف أمام خذلاني لهم، لهن، لأهلنا في غزة، واتسائل لماذا يمهلنا الله

لا أظن أن الله يمهلنا لنشاهد فقط، أو نتكلم فقط، فالكل يعلم

الله يمهلنا الوقت لنعمل،  لنمد أيدينا، لنشهر سيوفنا لنقطع صمتنا

نحن الاكثر حظا، والأشد نحسا من بين الأمم

ابتُلينا بالسلام، لتصبح منحتنا هي محنتنا

فاللهم إنا نبرأ إليك من ضعفنا وخرسنا، وخسراننا، اللهم أمهلنا لستعملنا 

اللهم لا تستبدلنا



 

الأربعاء، 20 مارس 2024

بابا

 

يرحل ابي كل مساء، كل منام على وجه التحديد، أبكي نائمة، وأسأل الله أن يعود، أن تعود له عافيته، احتضنه بين يديّ وكأنه وليدي، أسأل نفسي كيف سأستقبل خبرا كهذا، كيف سأبدأ رحلتي في الفراق من جديد، كيف سأتألم شوقا للحديث معه من جديد، من سأهبه حناني، ومن سيهبني معطف العطف المطلق للأبد
أبكي كل منام وانا أتوسل لله، للقدر أن يمنحنا فرصاً جديدة، لنعاود الحياة، لنستعيد تلك المعجزة التي وهِبناها من جديد. أُسر في أذن الكون أسرارا، منها أننا سنعاود الحياة ونمرر محنتنا هذه كالكرة بين أقدامنا، وأننا سنحتفل بعودته بالحلوى مباغتين بالاحتفالات  الخوف.. ذاك الوحش الجارح البغيض الذي يعشش فوق بوابة قلبي كل ليلة، وأنني سأكتفي به للأبد، أحب الآباء، كل الآباء..حبا فيه، وأحترمهم لأجله.

                 صورتها له في اخر يوم خرجنا فيه سوا

الخميس، 14 مارس 2024

أضغاث أحلام!

 أمس رأيتي أعزل عن بيتي المتهالك لبيت آخر، كانت كل أغراضي تتمثل في فوانيس لا حصر لها، بأحجام وخامات مختلفة، في فناء البيت اعترف المحبون بالحب ربما ليلحقوا ما فاتهم قبل انقضاء متعة تمرير الوقت عنهم، لا أتذكر هل اعترف لي محبوبي بحبه أم ضاع وقتنا ..

الكتكوت ده فانوس السنة دي،




السبت، 9 مارس 2024

الإكسير

 

في طريق عودتي، محملة بالحزن سألتني قاتلتي ماذا  سأفعل بالإكسير ، ولأن لم أكن لأعي بأي شيء، أخبرتها بأنني سأضعه بجواري أناظره وأبكي للأبد.. فقالت لي بسخرية أنها متأكدة من أن هذا ما سيحدث


لم أندهش من جرأتها لأنني كنت قد فقدت الاندهاش على ذاك الرصيف
كنت لأعوام أناظر الإكسير كلما رق قلبي أو خبتت آلامي، أحركه بين أصابعي فأتحسس خشونة ما رأيت و قسوته

أشهد أنني كنت سأعيده بعد ثوان إلا أن ما رأيت هالني فوقفت خائبة متجمدة أسير وفي قدمي أثقال عملاقة  تجررني لتلك النيران التي تسحب الفراشات عنوة دون أن  يراها أحد

الأحد، 3 مارس 2024

دفء

  أخبروني حين وصلت لبيتي أن طفلا من مَن أحبهم ويحبونني بكى كثيرا وهو يجوب البيت بحثا عني، فابتسمت ابتسامة دافئة ورددت دون قصد ما يقوله عقلي دائما، الله يعوض، يجب ان يحبني أحد، اخفيت ارتباكي في ابتسامتي وهممت بالانصراف إلى فكرة أخرى، الا انهم أوقفوني بسؤال راعني، من يكرهك؟

وسألت نفسي هذا السؤال لثانية، من يكرهني.. لا أحد الاجابة الحقيقية هي أن لا أحد، أنا غير محبوبة بتلك الطريقة الصارخة، المزينة باللامع من الزينة ولا الصاخبة بصرخات الحماس، أنا من هاؤلاء الذين يُحبون بالطريقة الهادئة، يمر أحد الذين يحبونني بحوض زراعة فيقطف من أجلي نبتة أعجبته أو اكتشف حلوى لتوه فيقرر مشاركتي اكتشافاته، أو ذهب لمكان فيحكى لي قصته، أو يحمسني لأراه، او يسمع نكتة جديدة تضحكه فيشاركها معي ، أما الآخرين الذين لا أشبههم ف يذهب محبيهم لمتاجر بيع الزهور وينتقوا من أجلهم باقات و بطاقات يحفرون على اوراقها كلمات الغزل المدققة بعناية، ويخططون لمفاجأتهم لأشهر ليتناولوا طعاما لدقائق معا، يتكبدون عنائات ليحصلوا على نفس الأشياء المشروعة البسيطة 
ترضيني الأشياء وربما ترضيهم أيضا أشيائهم 
ولا اعلم هل سأصمد أم سأصغر لو حللت محلهم أم أنني سأتكيف لتصبح الحُلة حُلتي دون توسعة أو تضييق، لكنهم لن يرضوا ويكتفوا أبدا  بأي من ما يرضيني.


انا ومن بعدي الكراكيب
صور في الشغل