لَا زِلْتُ أَرَاك
وَرَغْمَ كُلِّ كُلِّ شَيْءٍ لَا زِلْتُ أَنْدَهِشُ ، حِينُ أَرَاك أَصْحُو مُفْتَقَدَة نِعْمَة أَنْ نُصْبِحَ مَعًا ، وَلَا أَفْهَمُ لِمَ رَأَيْتُك ؟ هَلْ لِأَتَذَوَّق اَلْقُرْبَ ، أَوْ لِأَخْشَى اَلْفِرَاقَ !
لِأَتَخَيَّل اَلْحَيَاةَ، أُمٌّ لِأَنْ أَجِدَ قَبَسًا فِي ظُلْمَتِي يُطَمْئِنُنِي بِأَنَّ اَلْحَيَاةَ لَيْسَتْ كَمَا أَظُنُّ !
أُمٌّ لِأُجَرِّب شَيْئًا بَعِيدًا كَكَفِيفٍ يَرَى اَلنُّور مَنَامًا فَيُبْصِرْ شَيْئًا آخَر قَادِرًا عَلَى أَنْ يَبْتَلِعَ اَلظَّلَامُ
شَجَرٌ أَخْضَرَ وَارِفٍ يُبَدِّدُ اَلْعَتَمَةَ فَيُحْيِي اَلْمَشْهَد ، أُفِيقُ مِنْ غَفْوَتِي أَتَحَسَّس كُسْوَة اَلْمَلَلِ اَلْمَحْشُوَّة دَاخِلَهَا فَأَجَدهَا قَدْ اِتَّسَعَتْ كَبِيجَامَةٍ قَدِيمَة أَرْتَاحَ لِذِكْرَاهَا فَأبْلَى نَفْسِي بِدَاخِلِهَا قَبْلَ أَنْ تَبْلَى، أَمْسَح عَنْ جَبْهَتَيْ بُرُودَة عرقِ اَلشَّمْسِ اَلَّتِي لَا تَسْطَعُ إِلَّا فِي ظُلُمَاتِ لَيَالِيَّ اَلَّتِي أَرَاك فِيهَا ، وَكَأنَ اَلنَّسَمَةَ اَلْبَارِدَةَ حَلَّتْ لِتَوِّهَا لِتَجْعَلَ اَلشَّمْسَ نُورًا حَارًّا لَا أَشْعُرُ مَعَهُ بِعَطَشٍ وَلَا ضَيِّق أُقَابِلُك مَنَامًا ف أَرَى اَلْمَنَام مَقْطَعًا كَفِيلْمٍ تَسْجِيلِيٍّ لِرِوَايَةٍ قَصِيرَةٍ جِدًّا مَفْتُوحَةً اَلنِّهَايَةِ ، أَضْيَقَ كُلَّمَا رَأَيْتُنَا فِي ذَلِكَ اَلظَّلَام حَيْثُ أَنْوَارٌ سَرْمَدِيَّةٌ خَافِتَةٌ تَظَلُّمَ اَلْعَالَمِ مِنْ حَوْلِنَا لِنرَانَا دُونًا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ قَدْ يُزَاحِمُنَا فِي هَذَا الْمَشْهَد، أَغْضَبَ أَحْيَانًا لِحُلُولِ اَلصَّبَاحِ مُبَكِّرًا ، وَأَغْضَبَ أَكْثَرَ لِخفْوتِنَا أَبْكَر ، لَكِنَّنِي أَصْحُو وَمَذَاقُ مَنَامَاتِنَا ف فَمِي ، نَتَقَاسَم اَلطَّعَام كُلَّ مَسَاءٍ ، كُلُّ مَنَامٍ عَلَى وَجْهِ اَلتَّوْصِيفِ ، أَرَاك وَطَاوِلَةَ اَلطَّعَامِ مُمَدَّدَةً بَيْنَنَا ، تَخْتَلِف اَلْأَطْعِمَة وَالْمَذَاقَات ، وَنَجْتَمِعُ عَلَى حُبِّهَا ، أَطْعِمَةٌ بَسِيطَةٌ نتشَارِكُهَا وَنَتَكَلَّمُ عَنْهَا ، وَنَقْص عَلَى بَعْضِنَا حِكَايَاتنَا مَعَهَا، تَحَمَّسْت اَلْيَوْم وَوَعَدَتنِي بِشَيْءٍ مِمَّا اِقْتَطَفَتْهُ بِيَدِكَ مِمَّا زَرَعَتْهُ وَالِدَتُكَ، سَأَنْتَظِرُمَوْسِم تَحْقِيق اَلْوَعْدِ بِفَارِغِ صَبْرِيْ.
من ما أنرته بنفسي