تلتفت له وهو يكرر كلماته قدمك ، قدمك..تفيق لاتعلم اين كانت عيناها هل تثبتت على الساعة أم أنها تخطتها لموضع الهون الذي لم يتغير للذكرى أخذته مع جهازها
تحت قدميها تراه جالسا ناظريه انكبا على قدميها وكفوفه تتحسس فردة الجورب التي سقطت من يده توا حينما نظر لوجهها يتفقد حضورها الغائب هذا
د بضيق فيرفع رأسه هو يعلم تماما ما بداخلها لكن كعادته يبتسم ويتصرف
يقولها بصوت ابتسامته
-انسي
*ماذا
ث
*تضحك وتقف ...لقد أنهى مهمته كامل
-لن تمسيها هي ملكك حقا لكن لن يح
دة هو ايضا يجلسها دائما بجوار ال
تنظر له وهي منزعجة حرجا من انها بدلا من ان تسعده وان تجلس هي تحت اقدامه خدمة ورعايه .تتركه هو من يلبسها الحذاء تضيق جدا من نفسها ..تتن
هباب حيث حافظة الاحذية والى جوارهاكرسي لبس الاحذية يمد يده ويخرج المفتاح المعلق في المسمار بجوار الباب
تضحك في كل مرة بصمت وهي تراه يعيد ذكرياته الريفية في الزمالك
د سيقف في( بانيو )عرضه مترين
لن تتأفف عيدان البامبو من عطر الثوم المعلق في التراس المستدير
يفتح الباب ويسحبها من يدها ليخرجا سويا ويغلق الباب ، يبدئا بالنزول و في منتصف السلم يتذكر
-يا إلهي لم
شقتهم الواسعة ذات الاثاث الثري لن تخجل من مسمار تم دقه في حائط بجوار باب الشقة للمفتاح كذلك لن تسعل حينما تشم رائحة بابور الجاز تحضيرا لاغتساله حتى وان كان فيما ب
ع اتمم على محبس الغاز
*تسحبه من يده لاسفل وهي تساله أطفأت الانوار ؟
-نعم
*المراوح والتكييف؟
-نعم
*اغلقت شبابيك الغرف والتراس ؟
-نعم
*التلفاز؟
-نعم
*رفعت فيش الاجهزة؟
-نعم
*وصلنا للشارع ولن تصعد ...تقولها بحدة
-يضحك ..هل كنت تخدعيني !اذن لم تتغيري
يقررا السير ف عيادة الطبيب في آخر الحي
لن يحدث شئ ان طلبت الراحة في الشارع طلة النيل بهواءه أعظم عطلة وافضل عقاب
تسحبهما سيقانهما نحو العيادة
لدى الطبيب
+عال في تحسن مستمر
-الحمد لله
لممرضة للأشعة ولا تنسي اتركي اي شيئ معدني هنا...
*امرك تقول
+اذهبي مع
اها وهي تفتح الباب لتنصرف مع الممرضة
ل البال ستغضب وتخرج عن حالتها الطبيعية ستجرب معها الويلات انت تعرف بسكت برهة لينطقها على مضض...العلاج بالكيماوي متعب جدا ..الجملة بسيطة لكن صعوبتها في العشرة هما ليسا مجرد طبيب ومرضى هما عشرة سنوات صداقة فاقت الأخوة ..يسكت ثم يكمل ..مؤلم ..انت تعرفها ضعيفة
-لا اغضب منها ابدا
+الامر يفوق الغضب
+اطمئن صدقني ستصبح بخير لكن تحتاج لط
و ربما ستحاول التشاجر معك وتتصنع ذلك يصدر بفمه صوت الرفض ويوضح هي في الاصل محاولات للبكاء..
-آفتها الوحيدة تلك الدموع التي تخفيها
+انت صديقي المخلص ليت باقي الرجال مثلك
يعوق استكمال حديثه صوت طرقتها على الباب تطرق على الباب وتفتح لتستكمل حديثهم وكأنما كانت طرفا فيه
*عفوا.. لن يحدث ..زوجي النسخة الاصلية وممنوع التقليد !!
يضطربا قليلا لكن يسرع الزوج في سحب ذراعها تحت ذراعه وينصرف وهو يؤكد
- ...سأنتظر نتيجة الاشعة هاتفيا منك غدا
في الطريق
تتذكر ما سمعته على الباب
ئة
تلمِّع الدموع بعينيها لتريها له فه
تبحث عن نقطة مضيئة في الشوارع الها
دي لا تريد ان يصبح لديها آفة يشكوا منها لأصدقائه تسحب ذراعها من ذراعه لتنظر للطفل على كتف امه تهم بالسير بعيدا عنه لكن يسحبها من يدها متسائلا
-إلى اين!
*سأعطيها الكوفية تلفها حول عنقه، وسأقبله واشم رائحته ..بصوت طفولي سأسبقق ..
إدمان..رائحتهم ادمان تقولها بصوت أعلى
متاعا بالرائحة العذبة
---------
في المنزل
ما
-لا تنسي المنبه غدا
وتحديدا في غرفة نوم
ه موعدنا بعد موعد العمل سأتصل بك لتتجهزي أرجوك لا تأخريني
*متعج
يدفع الحمل الثقيل من قلبه بجناحه الايسر بينما جناحه الاخر ممتزجا بجناحها يجريان كمجنحين نحو الطفل ويقبلاه ويغمضا عيناهما اس
تل دائما تتذكر قول اسماعيل ياسين المتوسيكل من الشيطان تضحك دون عبء بجلسة الكيماوي الثانية غدا تنام ، تلتحف حمد ربها على نعمة تدعى محمود أتى بعد سنوات من الحلم المحبب المدعو (طرحة تُلْ ) ذلك الحلم الذي رأته صديقتها في سيارة فخمة تختلف عن سيارة والدها الارخص والحلم ذاته انتقل لعينا ابنة عمتها لترى صاحب البدلة الميري تلمع له ازرارها ف يعلم الفارق الشاسع بين لون الازرار فيما سبق وحالها الآن نفس الحلم الذي ارتدته جارتها والتي اصبحت فيما بعض نسيبتهم (زوجة أخيها ) حينما رأت نفسها تضع روبا أبيض يستر جسدها الابيض صاعدة على السلالم من شقة والدها لشقة جارها الأشقر الذي يعلم الجيران أجمعين بشأن نظراتهم المفضوحة منذ الثانوية العامة
-----------
تقلق
آلام قدميها لا حدود لها تخرج إلى الصالة مسرعة الامر ليس جديدا لكن بهذه الدرجة فهو مستجد تجري نحو الافكار والحلول في الصالة ترفع قدميها على الحائط ترهقها الفعلة اكثر
تنزلهما وتحضر طشت المياه ميراث زوجها من والدته وتملأه ماء ساخن وملح ..لكن بعد نصف ساعة تبرد المياه وما زالت أقدامها مشتعلة تأخذ مسكنا لكن لا فائدة تفكر وصفة جارتها ضعي الشطة في الخلاط وبعض الزيت الدافئ وافركي قدميك بهما تجري نحو المطبخ تلهث أمام باب الثلاجة بحثا عن ألم التهاب الشطة على الجلد ...بمجرد هيجان جلدها من الشطة سينسيها قليلا آلام السرطان ..لا فائدة لم تجد ما بحثت عنه
يهزمها الالم فتعود إلى السرير مستسلمة لألمها المعتاد لكن تنظر له نائما إلى جوارها وتفكر
كفوفها وتشعر ببرودة في جسدها تلتفت حولها لتبحث عن الثعبان أين هو يتقلب زوجها على جانبه الاخر ف تنتفض من خوفها ،حركته هذه أربكتها أكثر
السرطان لا يشبَّه فهو ألاقصى هل مثلا أشبهه بالثعبان ف الثعبان يمكن الشفاء من لدغته ترتع
ش
-ينتفض فيفيق يجدها جالسة ينطق ارتاحي حبيب..لا يكملها ويعاود نومه
تتفقده ظلمتك كثيرا حبيبي ....ظللت أرهقك بنظراتي للأطفال لا يهم انت طفلي بدأت في لمس رأسه ومداعبته شعرت للحظة انه هذا الطفل
استراحت للفكرة ,بدأت في التفكير ماذا سنطعم الطفل غدا انت طفل كبير سنك اكبر من ان اطعمك لبن , اسنانك بيضاء قالتها وهي تتحسس شفاته ولديك رأس فارغ من الشعر رأس بشعرة واحدة ظلت تنظر للشعرة بحب
شرعت في البكاء
سيتزوج وصيتي كتبتها منذ ثلاث اعوام
حتما عندما اموت
تتذكر نص الوصية الذي لم تنساه بعد فهي كلما تالمت تذكرته فبكت كوسيلة للتباكي
حبيبي:تزوج هذه وصيتي قلبي يقترح عليك احداهن وقلمي يرفض كتابة اسمها
تخالف أمر الله (الطيبون للطيبات)
حبيبي رجاء لا
اتمنى ان تعرفها دون مساعدتي لك أو لاتعرفها ابدا
تزوج من الطيبات ولا
تتذكرني حينها لانك ستستحضرني وحينها ساغار هل يرضيك لي ان اغار بالجنة..لا تتساءل سادخل الجنة حتما..ليس لأن الله غفر ذنوبي بالمرض إنما لأنك راضٍ عني
وضعت رأسها بين قدميها لترتاح لكن لا فائدة ف الفكرة برأسها لن يغفرها وأد هذا العقل تحت قدمين من لهب
اعبها برقة ويسقيها شامبو الأطفال جونسون وزيت جنين القمح لكن يدها ترتعش وتعود لحضن قدميها
---------
في الصباح
ري لما لا يفيق ارجوك أيقظه سنذهب سويا للمشفى بعد ساعتين
تبكي لدى الطبيب لا أ
د
يدها تتسلل نحو رأسه تريد قطع حبيبتهم وابنة عمرهم تلك الشعرة برأسه ابنتهم الاولى والاخيرة كما كان ي
د..يجب ان يفطر لم يأكل شئ منذ الفطام عينا الطبيب المتفحصة براسه لا تقوى على الروئية من فرط ما امتلأت بها من دموع
الرؤية تحت الماء مستحيلة..يربت على كتفها ويخرج ليكتب التقرير ويفرغ بداخله ماحوته عيناه بينما الممرضة تضع الملاءة على وجهه
--------
في المخفر
ساعة ، تكررها:
ترتعش تبكي تصرخ وسط الكثير من المشتبه بهم ..حالها يرثى له نحيبها يزداد فوق ضجة قسم الشرطة
أنا من قتلته أقسم لك سيدي تنزع من كف أحد المشتبه بهم الكلابش الحديد وتبكي ضع هذا هنا يضحك المجرم بينما يتمزق قلب الأخر
يضيق الظابط من حديثها تكرر نفس الجمل منذ نص
ف
* انا من قطعت الشعرة ارجوك حاكمني
/ ينهرها العسكري كفا هراء والا سجنتك يقترب آخر من فمها ...
//لم تشرب كحول فمها جدب يابس يتحرك ليحضر لها كوب ماء ..
*لا اريد ماء أريد فقط الشرطة في خدمة الشعب ترددها اين اللوحة اين هي تتفقدها تذهب هنا وهناك بحثا عن لوحة مكتوب عليها تلك الجملة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق