الجمعة، 13 مايو 2022

يوم نمت في الواحة

 
 سافر حبيبي وداخلي يودعني ... بكى وبل المحارم وانا قلت ايه يعني

والله فراق الحبايب مر  يوجعني 

كنت قد دفعت من فوق سفينتي للنجاة، تلك السفينة التي صنعتها لأعوام، أسافر لأجمع ألواحها، أربط الالواح بالألواح، وانتقي من كل بلدة قطعة أضيفها لأصنع منها معجزة لا مثيل لها، سرت بها من بلدتي لتلك البلدة التي سألوذ فيها بالمأمن، الا انهم سلبوني سفينتي ودفعوني من فوقها عنوة بقبضتين من خيانة واهانة، عدت محملة باليقين بأنه لا ثقة لي بأحد بعد اليوم، مثقلة بالبرد في شوب أغسطس، مشكلة الرأس على شكل شريط فيديو سينيمائي يريني كل ثانية ما حدث، ويكرر على مسامعي كل كلمة صارخا في أذني ستظلي تسمعي وتري ماحدث الى أن ينتهي بك الأمد، وكنت قطعة من حجر، لا بل حصوة في رغيف خبز، أو شوكة في الحلق، حلقي انا على وجه التحديد، لا روح لي، لا شيء يشعرني بالحياة سوى الألم، الدهشة، وعدم التصديق، حينها توقفت أجزائي عن العمل كساعة قديمة، أقف عند تلك اللحظة تحديدا، لا دقات لقلبي ولا دمعات لعيني ولا غفوات لذاكرتي، واستمررت يقظة لأيام تدور الذكرى حولي، تستصرخني لأصرخ، وتعض على يدي لأبكي، وتقذفني بالحجارة كمجذوب يناظر اللاشيء في سكون يتوسط الصخب، ف أقرر أن ألوذ بشيء من ما بقي لي من انتباهة، أوسعه كغزل لعله يتسع فأهرب داخله كتائه في مغارة، واخترت أن أقضي ليلة من تلك الليالي بداخل قصة أخرى، واحة الغروب، أنا وعيناي المفتوحتان، وقلبي المذعور معا نشاهد ملحمة من وحي خيال لنختبئ من تصديق اننا في ملحمة حقيقية نُقطّع فيها أحياء، أنا وعيناي المفتوحتان وقلبي المذعور نتفاجئ بكل ما حدث كلما شتتنا صوت، ترتعش أطرافي، وينتفض جسدي، وأمشي كالمغشي عليها، لا وزن لي، ولا ثقل ، اتحرك كريشة فوق ماء، تتدافعني الكيانات من حولي، ثم يأتي المشهد حين تبكي مليكة لجدتها طالبة تسريحها من معبد وتقسم على أن لا تذهب أبدا لرضوان أن نفذوا مطلبها، وهنا فقط أبكي وكأنما وجدني أخيرا البكاء، رآني بعد فراق، فعوض لهفته، أبكي وكأنما حملتني أمي في عينها، وولدتني دمعة، وأخرج لأستكمل البكاء في طريق أجهلها، طريق تتسع ف أذوب صغرا في اتساعها، الا ان لشهيقي صخب كالطلقات، وربما كالرعد إن أردنا التوصيف، وتأخذني أقدامي الهلامية لمحل بيع الحلوى ف أقرر الاحتفال بيوم ميلادي متأخرا، وأختار شمعة تحمل الرقم"ثلاثة" ولا أدري أي ثلاثة أشياء سأحتفل بهم، وأطفئ شمعتي بلا أحلام وأكتب شعرا لازلت أخشى قراءته فتسبل عيناي فأنام

 


 



 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق