الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

الست فاطـــمة هانم


أقف أمام دولاب الملابس أنظر له بشغف  ذلك الدولاب البني اللون المائل للون العسل مثله مثل باقي الوان أثاث شقتنا حتى أن طلاء الحوائط اقترب لقدمه من هذا اللون فوقف حائرا ما بين الاصفر والبني ..للحق لم تكن تلك الألوان تحفز على الأمل  تشعر وكانك قد حُبِست بكابوسًا لن ينتهي لكن الآمال تولد معنا وتكمن بداخلنا  أحاول أن أشب لأصل لمقبض الدولاب لكن لا أصل  أجرر الكرسي الثقيل  وما أن أوصله حتى أجلس لأرتاح قليلا ثم أصعد فوق السرير وأمد قدمي بخفة وحذر نحو طرف الكرسي وأخيرا أجدني فوقه أمد يدي وافتحه والتقط ملابس أمي المعلقة ..تنوراتها ذات الألوان الزاهية والأقمشة الناعمة تستهويني صورة فاتن حمامة وماجدة بفساتينهم المتفشة التي تجري معهم  ويداعبها الهواء فتطير اسحب ايضا من الأدراج ايشاربات  ألملم ما وقع تحت يدي  وأضعه تحت ملابسي  أحوله  لكرة كبيرة أمام بطني تراني أمي فتظنني أقلد  تلك السيدة في صورة مجلة المرأة الحامل التي أداعب صور الأأطفال بداخلها  أجري وأسرق ملابسها  لداخل غرفة بعيدة  ، اغلق الباب على وأبدأ أجرب الألوان التنورة البنية ستليق مع الايشارب الازرق والتنورة الرصاصية لا أجد ما يليق بها سأخذ معها الحمراء ربما تصبح أحلى  أقف أمام المرآة الواقفة فوق التسريحة بقدمين قصيرتين  لا أرى مني سوى بطني أنزع عني ملابسي لكن رقبتي لا أستطيع سلخ بلوزتي عنها ..ماذا سأفعل هل أخرج لأمي تساعدني لكن أتذكر ستغضب لانها لتوها طبقت الملابس ووضعتها بالدولاب أحاول واحاول ، أعافر واتعرق أكاد أختنق لكن أخيرا أخرجها من رقبتي ها أنا الآن أولد من جديد أعود إلى المرآة من جديد أقف فوق كرسي التسريحة وفي يدي تنورة امي البنفسيجية المنقوشة بالزهور الرقيقة ارتديها وأرفعها لأن تصبح (الكُبشة) على حد تعبير أمي  تحت كتفي  تجري بنعومتها فوق جلدي الناعم أرفعها ثانية فتجري مرة أخرى لانها ناعمة وواسعة جدا  أقرر سأسندها بذراعي أطبق  ذراعي فوقها  الحيلة تنفع من جانب بينما من الناحية الثانية تسقط لا يهمني  أمد يدي الثانية بحذر شديد والتقط الايشارب وألفه حول بطني وأعقده بسرعة والكبشة لاتزال تحت ذراعي  أطمئن قليلا لاستناد التنورة فوقي وانها لم تهرب نحو قدمي ثانية ...انزل من فوق الكرسي باحثة عن دبوس 
ف أجد اخيرا ما ابحث عنه ذلك الدبوس برأس الديك البلاستيكي أصفر اللون وعرفه البني مبهج جدا ومنقاره الأحمر الذي لا أضيع فرصة لتقبيله أقبله ثم  أرفع  التنورة  ثانية بعد سقوطها وأضيق به اتساع التنورة من اعلى وأقف فوق  الكرسي أتمم على شعري أن ضفيرته معقودة حتى الأخر وانزل انا اسعد من خلق اجذب من أمام المرآة زجاجة العطر واحاول أن أحسب تحديدا موضع خروج العطر حتى لا يخرج ثانية بعيناي بعد أن أحرقتني أول أمس أركز فتحتها في رقبتي مثلما تفعلها ماجدة دائما  واضغط  واسحب أخيرا حذاء  الفرح الخاص بأمي من أسفل التسريحة حذائها جميل بكعب عال يلمع ليل نهار فضي اللون له مسمار أسفل كعبه الرفيع يصدر صوت مثل صوت رقصة فيروز (ياحلاوة عللى الكلاكيت) اؤجل تلك الخطوة للأواخر أضع الحذاء أمام الباب وأفتحه ببطء وارتدي الحذاء وأخرج نحو غرفة الصالون حيث موضع جلوس أمي أقترب اكثر وأكثر وأخيرا أجد وجهي يقبل السجادة  أبي مزهولا أمامي ييحاول مساعدتي في الوقوف بينما أمي تطمأنه لا تقلق ..عرض أزياء لا يرد فتكمل له الست فاطـــــــمة هانم ..بعد فترة أفهم  أن ما حدث كان بسيطا  فقط تعثرت قدماي في طرف السجادة لازال الكعب العالي  يحتاج مران أكثر   

الأحد، 1 سبتمبر 2013

قيد الانشاء...انعكاس

أقف أمام مرآة طبيب الأسنان وأتحدث، دائما ما يسمح لي الممرض بالدخول قبل وصول الطبيب فقط لان أبي صديقه أتعامل مع تلك الغرفة  كمنطقة تيرانزيت أمر عليها بينما أبي منشغل مع مريض ربما مرضه حساس يفوق نزلة البرد  أو ألام الروماتيزم...أخرج مضطرة  نحو عيادة الاسنان واتجه نحو المرآة التي تدعوني بصوت محمد هنيدي (أنا قرييينك يا زواوي)  أتجه صوبها مسلوبة اللب مثل ماجدة حينما ندهتها النداهة
 أبدا بالنظر لنفس الاشياء التي أنظر لها بمرآتي الشخصية مثل قياس زاوية (البندانة) أسفل حجابي  وضع البثور الصغيرة في عين الممرضة حيث نصيحتها بوضع خليط بياض البيض وعصير الليمون فوق وجهي  مع الأسف سترى ما لم أرغب في  رؤيتها له أحدثني عبرها تلك المرآة التي لا أفهم لوجودها سببا ، ترى أي زيف هذا الذي سنفعله ونحن ننام بين كفي طبيب الأسنان كما الوحوش  نبرز له أسناننا 
أبتعد قليلا حيث آذاني تلتصق بمقبض الباب لكن خفقان قلبي لم يكن في موضعه...أبتسم من هذا الخوف  منذ متى سمعنا عن أحد يخفق قلبه في الموضع الاصح أعود للمرآة التي تعكس ستارة الخرز المصنعة من خرز ورقي شكلت صفوفها  بألوان زاهية إذا صفت إلى جوار بعضها البعض أبرزت شكل طائر ...تلك الستارة التي لا تستر شيئا  تقفأمام سلة مهملات مكتظة بأسنان الآدميين أما الطائر المسكين فيقف كالأبله مثله مثل  خيال المآتة يملأ وجهه فضلات الذباب ! لا هيبة له ولا تشفع له حركته أمام المروحة الواقفة فوق مكتب الطبيب تتهادى علها تقدم شيئا يذكر ... أمل من مراقبة الغرفة والتندر تهكما عليها في صمت  وأعاود النظر للبثور التي اختفت فجأة ..أين ذهبت؟!
أركز قليلا فأجد (شفونيرة مطلية بالبني المائل للون العسل ) فتظر بتعال لي وكانما تسهزأ بي ..ولسانها في وجهي ينطقها أنا أجرأ منك  أود أن أشرح لها موقفي أفهم ما تريد قوله ..الأمر يتعدى  كوني أريد أن أحدد فقط من يرى هذا الجمال صدقيني الأمر يتعدى لكوني وجدت أمي تفعلها تخفي وجهها عند خروجها   وامي رأت جدتي  أتعلمين سأطلعك على كل شئ فيما بعد لن أذهب امام أحد فيما بعد سأحضر بدرة التشقير  سأضع بعضا منها على موضع البثور ولن تظهر ثانية الا بعد زوال المفعول .اشعر بالمرآة تمتعض لكن أقبلها وأحمد الله أن لم يرني آحد أحدت مرايا البيت مثلما أحدث باقي المرايا


♥خيركم مـن يبدأ الزواج♥

(9)

هي:تنتظر مصارحته بمشاعر تخصها
بصحبته دبلة ولو حديدية ،زهرة قديمة معطرة بأنفاس تنهيداته و مصحف حيث القسم بالاخلاص
هو: ينتظر مصارحتها بمشاعر تخصه
شئ يثبت جدارتها بثوريته صوت يصحبه جرأة ، مشبعة بأحرف ناضجة وواثقة من نفسها  تعبر من أذنه لتستقر بقلبه فقط تنطقفا بتأنِ
(أ/ح/ب/ك)
وبعد الانتظارومن صالونين متهالكين متباعدين يسمع الجيران دوي زغاريد قلقة رغم انطلاقها 
---------
خيركم من يبدأ بالكلام

#فاطـمة_رجــب

كلت المورتة!

لم يكن يشغلني في توقيت الثورة شيئأ سوى كيف سأذاكر بينما أمي تتألم إلى جواري حيث آلام ظهرها المبرحة فهي لتوها سقطت أثناء محاولاتها نزح ماء أصفر نحو  الحمام  ...في طفولتي كنت أستمتع بذلك اللون كيف يكون التراب أسفل السجاد اسود بينما يتحول للأصفر بمجرد تشربه الماء المعطر بالبرسيل ليس الاريال اليهودي المنشأ
سقطت أمي حينما فكرت لمرة استغلال تزلج الماء فوق السيراميك محاولة منها لكسب الوقت لن تمسح باقي الشقة مع غسل السجاجيد
من واجبي الاعتناء بامي المريضة كذلك من واجب اخوتي رحمتى ف الوقت يتبدد حيث الامتحان احزن لازال يخيم علينا والثورة في الشارع قد بدات قد علمت عنها منذ يومين لكن أكدت لوالدي لن يحدث شيئا 
يوم الثلاثاء واثناء الغرق في المذاكرة وقبل حادث أمي هذا بعث لي برسالة تحمل ماقاله قبلها بدقائق لن أذكر ما قاله حتى لا يقال عنه أنه فلول لكن كلماته حينها أسعدتني حيث يأسي الذي نفثته في قلبه الرسالة الزجلية كانت دليلا حتى ذلك الحين الذي استدعى الأمر لاستعادة ضبط المصنع ف اتى الأمر على كل ما كان على خزانة هاتفي
لا يمكنني الآن مساومة أبي حينما يخبرني بالأمل في عودة الشرعية  لاول رئيس منتخب د/محمد مرسي ..
لأول مرة أذكر له لقبا .. أساتذة الجامعة  لدينا نجد أنفسنا مضطرون أمامهم بالنداء باسم دكتور, أبي أيضا حينما أسأل عنه الممرضة أسأل الدكتور رجب موجود مضطرة
الالقاب لا تستهويني بالاضافة لأنها لا تليق باصحابها كيف أدعو الطبيب دكتور واستاذ الجامعة لأنه حصل ع درجة علمية تدعى دكتوراه بدكتور...بروفيسورتليق أكثر  او بروف  اختصارا لكن لسنا بالخارج 
اذن لماذا  اخترنا ميدان التحرير تحديدا للتظاهر ؟ اختيار ميدان للتظاهر فكرة أوروبية مقلدة
ذراع امي لن يتحسن هي لن تذهب لأي مستشفى الآن فوالدي لن يترك المشفى الذي حتما سيستقبل قتلى وجرحى ككل يوم ويأتي من أجل كسر أو شرخ بعظمة الطرقوة مثلما شخص طبيب العظام بعد أشهر وهو يقرر يجب أن تذهبي لجلسات علاج طبيعي  والا توقف ذراعك تماما 
الاغرب أنها لا تغضب منه أي محبة تلك التي بينهما 
أين تلك المحبة الآن في زماننا هذا صديقة لم أتعرف بها بعد ! قرأت كلماتها عن جيلنا الذي شاب قبل موعده لماذا لا نشفق على أنفسنا ونعالج ما أذابنا اليوم بعد ما فقدنا ثورتنا بخروج من طعن ظهورنا وصدورنا من محبسه نضحك  أنا واخوتي نتحسس سويا مواضع الذاكرة برؤوسنا لننفض عنها الغبار ونصر على أننا لم نخسر كثيرا 
آباءنا لم نتركهم يذهبون لميدان التحرير حيث الدماء على الأرض والعربات التي تدهس أصدقاءنا خوفنا عليهم  طغى وكأنها مبادلة فهم قدموا السبت وخشوا علينا الافتراق فلم يسهلوا لأحدنا سبيل الخروج للنادي وحده  ولم تقبل امي بسفرتي لبيت خالي في الصيف
أنا الأن أصمم بأن لا اذهب لبيت أحدهم لمجرد أني اقتسمت معه ثمن مفروشات البيت وادوات المطبخ
لساني لازال متذكرا طعم  (الديراكولا ) أول سناكس في حياتي كان سعره 15 قرش ثم أصبح 35 قرش لا ادري سببا في حبي له وتفضيلي له على فان وشيكا عندما كبرت تناولت فيلو بلا استطعام  الآن بعد سرقة الثورة التي انفعلت وثرت من اجلها بيستنا وأنا أبكي من مشهد دهس أحدهم بعودة السيارة نحوه  اغربل ذاكرتي من مشاهد الدم وأتذكر طعم المورتة الشايطة و كوب السحلب الذي أدمع عيناي حينما احرق طرف لساني

نـــــون (ن)

عن من :
(كذب وقال( لا) ولم يقل (لن))