الخميس، 14 نوفمبر 2013

تلاتة / تمانية

      حتى الآن ومنذ ثلاث عشرة ساعة من انتظار المفاجأة في البيت ,العمل و الطرق حتى في الحلم ..لم يحدث شئ!
 المناسبات تأت على استحياء  لذلك نحن من نستدعيها  منذ الثانية  عشر ودقيًقةصباحا تبدأارر العودة بعد محاولات التأخير عسى أن يجد الجديد ..اتجه نحو الموقف في انتظار الحافلة  نصف خائبة الأمل ف أنا دائما ما أنتظر.
أجلس كالعادة على مقعدٍ عام على الرصيف بينما عقلي  يحاول استنباط سبب الخطأ الذي أودى بحياة المهدي المنتظر قبل أن يأتي  أتذكر .. 
في الصباح  الثالث من أغسطس لا أحد سواي يتفهم معنى  أن يكون هذا تاريخ اليوم.. أصبحت لا أهتم أن أعْلِمُ مَنْ حولي بانه مهم وخاص جدًا بي لكن هذا العام تحديدًا يجب أن يعلم العالم بأسرهِ أن هذا اليوم حَلَّ بعد انتظار سنوات ...
 لا أدري على أي جانب أفيق كل يوم لكني أعلم أنني أنام على جانبي الأيمن .. السنة توجب هذا, وقلبي المثقل لن يتحمل ستة وخمسين كيلو جرام موزعين على لحم وشحم وعظم فوقه  أيضًا  ..استيقظ ككل يوم متأخرة ، لكن قررت  سأفيق بابتسامة عروس يوم صباحيتها تلك الابتسامة التي لا يعكرها  صوت  دق الباب الاشبه ب (كبسة البوليس ) على أُمِنا الغولة في فيلم العفاريت ..بالطبع  بعد فوات الأوان  ومعَ إنذارات شتى من نداء أبي قبل دخوله الحمام  ونضح أمي لي بماء وضوئها وسحب أختي للوسادة من تحت رأسي و إلى جوار هذا كله كل خمس دقائق تغني داليدا من هاتفي   (ولما ناداني حبي الأولاني سِبْت كُلُه وجِيْت وِفْ حُضْنه اترميت وغَنيت سالمة ياسلامة  روحنا وجينا بالسلامة )  تدريجيًا حتى يخفت صوتها ويعاود قويًا بعد غفوتي خمس دقائق أخرى واخيرا ..بعد سيل السباب المزعج  أكثر منه محزن ..أستيقظ مبتسمة على غير عادتي .. سابقا كنت أغضب وأضمر غضبي لو أن عيد مولدي جاء ولم يلتفوا حولي بالابتسامات والتدليل والتهنئة ومصارحتي حول حجم وسعر الهدية ..نَعَمْ اليوم ذكرى مولدي ليس فقط  إنما الثلاثون  ..فالأُسطورة تقول(إن حياتنا ستتغير عندما تَبُلُغْنا الثلاثون ) .. إذن  فلننتظر المفاجآت! 
الوقت  يمر والحافلة لا تأتي .. الليل ينشر ناموسيته الكحلي بالأركان والخوف يطرد الحر الذي يتعارك مع النوم منذ مولدي أتذكر قول رئيسي في العمل بأن مواليد الصيف لا يستطيعون التأقلم مع البرودة  الجملة كانت مخالفةً تمامًا لوضعي فأنا أحب الشتاء أكثر لكن لكونه رَبُ العمل أقنعته أنني اندهشت من قمة عبقريته في الوصول لهذه النظرية .. الليل عند الفتاة أقصر  منه لدى أي رجل لذلك لا بد أن لا يَطُوْلَ يومي أكثر من هذا  وبينما  أنا أسبح في الذكريات المشمسة  بخاطري حتى ظهر 
رائحة عطره هي التي نبهتني  لأن أحدهم يقف على مقربة مني أنظر نحوه هو ربما المهدي المنتظر  الحمد لله قد أتى الثلاثون ستبدأ على خير   أود أن أشكر عامود الإنارة  الذي لم يخذلني فوجدته وسيم بالرغم من أن نظارته الشمس ابتلعت نصف وجهه  لديه أنف صغير وفم أصغر وآذان كبيرة قليلًا لكن غير مزعجة  الأهم أن طوله مناسب وملابسه مهندمة وفي كفوفه قفازان من الجلد يظهران كم اهتمامه بصحته   لكن كيف سأستكشف الفضية باصبعه قبل أن أفتح له بوابة تغيير مساراتي ..يخفق قلبي  ريبًة  من تلك الفكرة فتنطفئ لمعة فكرة أن يصبح لي حبيبًا قابلته صدفة في المَوْقََفْ وَسَطَ هدوء صيفي  مريب ،خصلات  شعره تلمع تحت كشاف الاضاءة ووقفته مستندا  على الشجرة توحي بأنه مثلي متعب أَيْ أنه يعمل بِجِد وإخلاص ومؤكد  راتبه كبير ليكفل له هذا القدر من  الأناقة ولتقديري قيمة العمل  أجد لساني يدعو له أن يبارك الله له  في ماله حتى لا أحسده..  وقفته تلك  فتحت أمامي طريقًا  لأن تبدأ المحادثة  ..أُفْسِحُ له مجلسًا إلى جواري  وحتى لا يظن السوء جلست بآخر شبر في المقعد المتسع لثلاثة افراد وكما تعلمت من صديقاتي وضعت الحقيبة بيننا حتى لا يأتي آخر ويلتصق قدمه بقدمي .جلس الى جواري بكلِ شموخٍ وتأنٍ وبجلوسه هذا امتلأ  أنفي بعطره الجميل  حتى رجَّحَ  أحد كفتي راسي  وأسقطها في اتجاهه فوق صدري ..هاكذا وصفني مُخْبِرا لي  سائق ثالث أو رابع حافلة   أشفق على سكوني المستبعد  رغم هياج المنتظرين على  أبواب الحافلة نزل وهو يُقدم قدمًا ويُأخر الأ خرى ريبةً أن أكون في ذمة الله   وهو يحاول مساعدتي في أن أفيق وتجميع محتويات الحقيبة المبعثرة في منتصف المقعد من حولي  وأنا لا أعبا إلا بحمد الله على نعمة  الجيوب في الملابس  فأقرر لن  أبلغ الشرطة اليوم مثلما يحثني هذا المهدي اللا منتظر لأتيقن أن   يوم الأنثى قصير ويومي قد انتهى أعود معه بعد أن اكتملت خيبة الأمل كرغيف يابس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق