كان ياما كان
كان في بنت كبيرة بتستغرب الكلمات وبتقف قدامها كتير لدرجة خلتها تنطق كلام اقل ..الكلام القليل ماكانش بيكفي الناس القليلين ال كانت عارفاهم فكانت قبل ما تخليهم يزعلوا دايما تمثل ان في سبب ورا انها تسيب الحوار في نصه زي مثلا تمثل ان جالها تليفون وتلحق ترد عليه او ان عندها معاد او انها بتشرق فتفضل تكح كتير فتهرب تجيب مية
الحكاية ماكانتش عشان هي بتحب الكلام القليل .. لكن كانت الكلمات الكتيرة فيها تفاصيل بتعدي على الناس كلها ما تستاهلش انها تعدي بالبساطة دي ..فمثلا من يومين جالها احتقان واعراض برد شديد ولما حد سألها عندك ايه قالت "برد "لكن احباطها من الكلمة خلاها تتوجع وجع اشد من الاحتقان والتهابات الحلق ..وجع الهرتلة ال بييجي في الضمير .. فضلت تفكر ازاي يبقى اسمه برد والسبب فيه ان درجة الحرارة وصلت ل ٤٦ درجة .. يعني خدت" نص غلوة" يبقى فين البرد في كده ؟
الكلام الكتير كان بيجي لها ساعات في صورة سكوت لحد ما الناس ما تغيب عنها واول ما يغيبوا ينادي عليها فترفع شعرها من فوق ودنها فيدخل لها ويتمشى شوية في الطرقة اللي نورها بيخطف تخطيف وينط ف عقلها طوالي .. الكلام الكتير عمره ماحكى لها حواديت عشان لغة الحواديت دارجة وهو بيحب يكلمها بالفصحى ..فكان بقى له سنين بيرسم عليها دور الملقن وهي بتمثل عليه دور التلميذ الانطوائي دايما تسمعه من غير ماترد ..في مره قال لها جه دورك ..انا بعلمك من سنين ..علميني حاجة في المقابل
ماعرفتش ليه كانت فرحانة اوي بالفكرة دي اتفقت معاه انها مش هتاخد رأيه في اختيار موضوع الدرس ..مااعترضش .. سحبت نفسها ودخلت المطبخ وخرجت خضار كتير من التلاجة وابتدت تفكر فيه بالفصحى زي مالكلام الكتير كان بيعمل معاها ..الافكار كلها من سنين طويلة كانت بتطلع فصحى الكلام الكتير ما وقفهاش رغم دهشته من الافكار وخاصة لما قالت
"انتف اوراق الملوخية كما انتفني من وسط هاؤلاء الذين لا يعرفون عن الطهى سوى انه خطوة من خطوات الشبع فأقف في المطبخ بلا قفازات استخرج من الافران معجون افكاري .. لاتهمني السخونة بقدر همي ان لا تحترق داخلي .. لا اقطع جبات الفاصوليا بالسكين ..السكين لا يقتل خضرواتي يدي تداعبها بلطف ف اربت على اطرافها ثم ابدأ احيلها إلى مسبحة ازيد بها رصيد فراقي ففي كل حبة اذكر سببا جدير للفراق احمد الله على معرفتي به .. البازلاء صديقتي تلاطفني كثيرا تقف خلف سحاب اخضر اللون .. بمجرد شد السحّاب إلى اسفل تراوغني كما كانت تفعل مع اصدقائها ..تثبت ذراعها بردائها البارد ومع اول نداء تستسلم كعقد انفرط نحو الصحن ..حبات الطماطم الصفراء تعجبني اكثر ..صلبة اكثر مثل رأسي ..اكره الحمراء تستسلم لهاؤلاء الذين لا يهتمون الا بالمظهر فتندم وانا اكره الندم "
الكلام الكتير ساعتها عرف انها محتاجة حد يصلح لها اللمبة ال بتخطف تخطيف محتاجة لانه يخرج ويغيب عنها ومحتاجة لحاجة تانىة غير الكلام حاجة التعبير عنها يبقى بالاشارة وهو خارج افتكر حاجةكانت بتفرحة جدا زمان من لما كان كلام قليل افتكر الطبطبة رجع جري على عقلها ووشوشه وقال له كل ما تحس انها في ورطة وهي بتكلم حد من الناس القليلين ال بتحبهم خليها تطبطب عليهم .. الطبطبة بتقصر المسافات عقلها سمع الكلام ومن يومها والبنت بتتعلق بناس اكتر وقلة كلامها بقت ميزة بتزود الناس حواليها واتحولت مشاكلها لحلول لكل الناس بتفرحهم وتريحها معاهم وتوتة توتة فرغت الحدوتة
#فاطمة_رجب
#فاطمة_رجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق