وأنا
أتابع الناس من بعيد تفاصيلهم اذواقهم أصواتهم حدة او رقة طباعهم ثم اتفاجئ بأنني معهم منهم جئت لهذا الزمان لأعمره مثلهم فلا وقت للمشاهدة، يكفي كل هذا الصمت لست عابرة سبيل أجول في طرقات الحياة بدهشة وانما هذه الدنيا بيتي ، متى كبرت او كيف لا أعبأ كل ما افكر فيه دائما تجرية الوقت كحبات مسبحتي*، وكانما يقف الزمان في جسدي كالقلادة لا تمرر كباقي الحبات تظل ثابتة ، تنفرط الحبات وتبقى هي، احيانا التفت لأنني اتحرك، اتغير، ولكن لعدة ثوان حين افيق خلسة فقط بين ذهولين
أقاوم الاستسلام لأن الحياة غريبة للغاية، الناس اغرب، اظن انني الصورة الحقيقية للانسان، او الصورة الاصلية والنسخة الاولية منه النسخة المشدوهة تتسائل لماذا وكيف وصلت الى هنا ولماذا هنا تحديدا ، كل الناس كانوا كذلك الا انني اختبئت بالكهف ثم كان التطور / التدهور ... ف أصبح الناس ناسا كالذين نعرفهم حيث قدراتهم على التكيف مع الحياة وأنماطها القاسية، ترس العمل الذي يدور على الاسفلت، ينحر في طريقه قصار الرقاب والهمة، مقابلتهم الجرائم التي يفعلونها وتفعل بهم بنفس ابتسامة التهليل، انتقامهم من كل سارقي الخبز فقط ودون شفقة والصفح عن كل لصوص الكرامة، وحشيتهم في اظهار الفتوة ليهابهم اللطفاء وكسبهم ثقة كل فظ
أحب كهفي الذي لم يعد من الحجر ولكن له قوته له فتحة دائرية واسعة من اعلى تدخل الهوا والحرية والنور لي وزهوري واشجاري ونخيلي وللطيور التي تسكن قلبي وبحيرة كهفي الصغيرة زرقا بلون السماء وظلال العنب تكفيني لكي أحب الشمس ورائحة الحناء والليمون يعطروا يومي والأمس ، يضاحكني القمر كل مساء ويسمعني أحلى النكات و يبسم لي الشجر ليوقظني فأزهر كل الربيع على الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كلمة (السبحة) بضم السين وإسكان الباء مشتقة من: ((التسبيح)) وهو قول: (سبحان الله) أو هو تفعيل من السَّبْح، الذي هو التحرك والتقلب، والمجيء والذهاب، كما في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا﴾ [73:7] وجمعها سُبَح اشتقت عموما من الناحية الدينية أو اللغوية، من كلمة التسبيح - ــــــــــ ويكيبيديا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق