السبت، 31 أكتوبر 2020

إطعام الطعام

- عن أبي هريرة  قال: سبعة يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه .. فذكر الحديث، وفيه: ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه. متفقٌ عليه

كنت محظوظة لما كنت طفلة بمدرستي، اعتقد ان احلى حاجة ممكن طفل يحصل عليها هي دراسة في مكان كويس ومش لازم تكون مدرسته انترناشونال او تكون بتعلم لغات او بتقدم المعادلة الامريكية او او عشان يعيش تجربة دراسة مميزة كفاية ان يكون لهم سياسة تربوية جنب التعليم خطوة بخطوة عشان الطفل في النهاية يخرج انسان مش كمبيوتر، في مدرستي جنب الدراسة كان فيه حبة حاجات حلوة مهمة جدا بتحصل زي مثلا  اقامة صلاة الجماعة وحصة القرآن او حصص الريادة والمسلم الصغير والمكتبة او حفلة عيد الاضحى وحفلة الافطار وممكن في عجالة احكي عن كل شئ لكن انا عايزة احكي عن حفلة الافطار، كان حفل  جماعي بيتعمل مرة كل سنة بيحضره كل ال حابب من الطلبة بناخد معانا طعام لو حابين ونروح والمدرسين واحنا نبدأ في توزيعه على الأطباق ونبدأ في رص السفرة ال كانت بطو الحوش بتاع المدرسة بالكامل بس مش لينا كانت للأطفال ال بترعاهم الجمعية الشرعية سواء من ملاجئ أو أطفال مقيد أسمائهم وحالاتهم من أبناء المنطقة والمناطق ال حوالينا، ولينا احنا كمان ليهم طبعا الافضلية في السبق والاولوية ف التنظيم، وكنا بنفطر بعد صيام يوم جميل من رمضان مع بعض

ما كبرت شوية وممكن اغششكم هنا حتة رقيقة من أحلامي ال ما يئستش منها ابدا ويارب تتحقق، وهي اني بقيت اتمنى لما ييجي اليوم ال يكون لي فيه بيت اجيب كل اسبوع طفل ونتشارك الطعام ف يكون عندي حفل زي ده دايما، كنت دايما باتخيل تفاصيل اليوم، شكل بيتي ال غالب عليه اللون الابيض، مدى المرح ال في ارواحنا وطريقتنا حتى ف الوداع

دلوقتي ولما ببص للموضوع بالكادر الواسع بحسه من أطيب الأشياء، ديننا بسماحته خلى شئ بيعبر عن الانسانية في صورتها الاولى يبقى كفارة، ويبقى سنة ويبقى زكاة ويبقى صدقة ويبقى حل ليك ورزق من ربنا لناس تانية عارفهم او ماتعرفهمش، 

يمكن أثر كل ماهو طيب على فاعله بيكون أسرع، بسعادة العطاء مهما كان قدره أو طريقته، لكن اطعام الطعام تحديدا من الحاجات ال مهما الانسان بيقدم فيها بيفضل عنده الرغبة بعدها ف تقديم المزيد ، ف تشعر برغبتك في الاستمرار بحب، وده لكثرة المساكين والمحتاجين ولأفضال الاطعام نفسه فتشعر بقيمة العمل أكتر

الرابط ده فيه أمثلة من القرآن والسنة" ال بتتكلم عن فضل اطعام الطعام https://ar.islamway.net/artle

منها

_قال صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا»

_قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؛ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي»

_عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ"

 " وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف"

كل سطر قراءة في ديننا فيه جبر خاطر ودعم انساني جميل، وكانه مدرسة حقيقية جميلة


 

ملاحظة، مش لازم سبب للاطعام كبير، كفاية نية اطعام الطعام كصدقة ببسكوتة او سندويتش ف اي لحظة وبدون ترتيب يمكن كمان يكون بيدخل السرور على القلوب أكتر شوية كمان من المال




السبت، 24 أكتوبر 2020

رجال

 

بقى لي كام يوم عايزة اتكلم عن الموضوع ده بس خايفة من التعميم، خايفة اتكلم بصيغة الجمع اظلم ناس تانية، بس القدر الاكبر كده، لحد من شوية لما سمعت واحد بيطمن واحدة على بنتها وبيقول لها عن نفسه بنتك معاها راجل بيحبها، فلقيت السؤال بيرن تاني ف عقلي هو ليه مافيش واحد ف جيلنا بيقول عن نفسه راجل ، بثقة كده وهو فاهم وحاسس ومقدر قيمة الكلمة ال بيقولها، ليه، بقول يمكن بيخافوا احسن يتحملوا اعباء حمل الكلمة دي؟،وهم مش حمل مسؤوليتها.. يمكن! بيدهشني جدا تمسكهم بتعريف نفسهم كشباب او فتيان او اي شئ يجعلهم أصغر، اه انا عارفة ان فيه التزامات بيتحملها الرجال تحديدا بس ليه لأ او بمعنى أصح ايه المانع، اه تكبير الدماغ من الحاجات المهمة اللذيذة كمان، بس قدام بيكون مؤلم لما الواحد بيبص لعمره ويشوفه عبارة عن فراغ كبير مكون من نجاحات متباعدة شبه سطح القمر في الفضاء ال بيجيبوه في الافلام، الايام ال على القمر وال بسنين على الأرض مش هتطول في عمر ال سافر ولا هتقصر في عمر ال بقي، بس لما هيبص حواليه هيحس ان عمره هوا، هيحس ان مافيش سلسلة بتربط كل النجاحات ببعضها وتدي معنى وقيمة وفايدة للحياة،  انا عارفة انه مافيش انسان هيحصل على كل شئ، بس ليه ال بنخسره يكون هو الخسران المبين يعني ليه ما بنخترش الخسارة ال ماتدمرش قيمة وجودنا، فيه ناس ربنا بيكرمهم وبيبارك لهم  في المكاسب ف الخسارة بتكون أقل فليه ما بنسعاش نكون منهم، اكيد الاستعانة بالله هي الحل الاساسي، ساعات بحس ان جيلنا بيتعامل مع نفسه وكأنه التجربة الفريدة مع ان كلنا نسخ من نفس الكيان ال ربنا وحده معاه الكتالوج بتاعه، وربنا ما خلقش الكيان ده عشان لما يشتغل يسيبه يعطل ف ليه ما نديلهوش الفرصة انه يشتغل، وانه يكون، بدل ما بنحاول طول الوقت نقعد ف حتة ضل ننضف بالريش التراب عن نفسنا ونحاول نبان ألمع من غير محاولة تشمير ساعد واحدة بس ناحية دورنا ال اتخلقنا له، جيلنا مش مظلوم احنا ال ظالمين نفسنا 





زمان ولحد فترة مش كبيرة كنت فاكرة ان الرجولة مش مقصورة على الذكور وبس وان الرجولة وأخلاق الفرسان والنبلاء ينفع تعم البنات وكنت بحس بسعادة كبيرة لما يتقال لي او لأي بنت جملة انت ب 100 راجل لحد ما كبرت شوية واكتشفت ان البنات وبنسبة اكبر من المنطقي بقوا أرجل من الرجال نفسهم، لحد الكارثة ال للأسف عملناها سوا لما البنات خدت اماكن الرجال في كل الأدوار وهنا مااقصدش العمل وانما كمان في الصفات، ف البنات بقوا أشهم و أنبل ، وأصحاب موقف، وبيفتحوا البيوت،وبيفاتحوا في الجواز ويربوا الأولاد ويصرفوا عليهم، بقوا الستات بيدافعوا عن المحتاج والمظلوم وحل في المقابل الصمت وده حصل لما لقوا ان وظايفهم الانسانية والاجتماعية فيه حد عنده استعداد يشيلها مقابل كلمتين تشجيع حلوين فليه لأ فأصبحن وللأسف شريكات جريمة وفاكرين انهم المجني عليهم والحل وقفة مع النفس، نظرة للماضي والمستقبل، الانسان بيطور الدنيا من حوله ف من واجبه ما يبخلش على نفسه بالأفضل مش التراجع والتخلف



ال حابة اني اقوله ان كل ميسر لما خلق له، كل واحد فينا له دوره  ال يلتزم بيه مش كفرض بس وانما كمان كشعور ووقفة مع النفس ومايكونش ده بشكل آلي لا روح فيه وانما بالمعرفة الناتجة عن الاحساس بالقيمة ال لا يمكن ابدا نكرانها مهما حصل من تغييرات  واعانة بعض على استكمال نواقص الادوار مش هتنتقص من قدر اي طرف فينا لكن للمساعدة مش للاستبدال وده من اهم الاعتبارات

وأخيرا اتمنى لجيلنا النجاح 


هذه الرسمة لي 
عن رجل وامرأة
من جيلي


الخميس، 22 أكتوبر 2020

صــــداع

يخبرني صداع رأسي يوميا انه عرض ليس بمرض فيخفف عني ثقل مصاحبته المفروضة، يبرر لي دون سؤال، اتعاطف معه أحيانا ، قد اجبر على المجئ، لكنني وحدي من تتألم، أصحو في اوقات لايصح فيها الصحو، وانام والدهشة تملأ كياني من تلك القدرة على السكوت عن أحد الألام فأنعم بقسط من الصمت مشغولا على يدي، صخب الاوجاع تقيد آذاني ف لا اطيق سماع أنيني، المسكنات لا تدر على سوى الخوف، افكر في الآثار الجانبية اكثر من الفوائد، فلست حملا لعرض جديد، اكافئ رأسي بصوت غير المطارق بين الغفوة والأخرى لأقنعه بأن له متسع من الامل ، ف اُسمعني مقطعا صوتيا لفتى يحكي عن عذوبة تلك الكلمات من أغنيته المفضلة، فأتعجب من تلك المصادفة وكأن الأشياء من حولي تذكرني بما احاول نسيانه ولكن بعذوبة طيبة ، فالكلمات التي أحبها ف تحدث عنها تقول :
والله لـ اعبي الجرة
من ميتك يا عاصي
وحبي يوجعه راسه
ريت الوجع لـ راسي

فأنبهر بالمصادفة ثم أحب الكلمات فأدفعها عني بكل ما اوتيت من مقدرة على الاسكات، و اتمنى لو لم يتمناها لي أحدٌ أحبه، فلا أحب لاحد أن يجرب ليلة واحدة من تلك الليال ، اتمنى نوما هنيئا لكل من أحب.

بيا ولا بيك بيا ولا بيك
ريت الوجع يا زين بيا ولا وبيك
لـ اسهر واداويك
واحلف على نوم الليل
لـ اسهر واداويك

أستسلم لأن البيت الأخير لمسني رغم صدي عن كل سهر يتكلفه من أحب ثمنا لمداواتي، الا ان التطييب يروقني ، تطيب تلك الأفكار خاطري وتشعرني بأن الحب يكفي للحياة ، وان الحب هتاف في مقاومة كل عجز وان الحب علاج لكل داء وانه سترة تقي البرد واليأس والغرق وانه رفيق قوي في طريق موحش يدفع الكلب و الوحش والوحدة وانه حسن الطلة بديع المنظر حلو اللسان وأنه رقيق القلب لامع العينين طبيب وانا مريضة ليس إلا!

هذه الرسمة لي

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

حقيبة

فيه واحدة بتبيع شنط على انستجرام ف عجبتني شنطة منهم | لا انا في الانتقاء ماعنديش ياما ارحميني | ف دخلت عشان اشوف سعرها لقيت فيديوهات للست بتتكلم عن الشنط ال بتبيعها وتفاصيل كتيرة ومثلا بتتكلم عن ييجي 20 شنطة في الفيديو ومن ضمن الشنط  جابت سيرة واحدة وقالت انها مستعملة ف انا اشمئزيت كده |لا انا بكيزة الدرملي اوي ف نفسي| بس عادي يعني فيه ناس  مش قليلين بيجيبوا هدوم كمان مستعملة وسرحت مع كام حد كده ، بردو شياكة الست وطريقة كلامها ماتحسسكش انك ف ابو الفدا خالص تقريبا شوفت كل الفيديوهات وعجبتني حاجات بس بردو انا مش مقتنعة اني هجيب من الشنط دي غير الجديد و مازلت رافضة للمستعمل لان الجديد هيعيش أكتر ف روحت ابص على سعر الشنطة القمر ال وقعت في غرامها  مالقيتهوش لقيت حد سائلها ف  هي ردت عليه وقالت له اسعار كل الشنط مكتوبة عليهم بصيت تاني ف  لقيت رقم انا كنت فاكراها مرقمة الشنط عشان ما تتوهش ف بعض زي كود كده طلع ده السعر |لا انا في قوة الملاحظة ماعنديش يااما ارحميني| تؤ ده سعر قليل اوي ! فعلا قليل جدا يعني ايه 64 ؟ ممكن دولار حاولت اضرب في 15  و 90 قرش طلعت معايا اكتر من الف جنيه بصراحة الشنطة تستاهل وبردو|لا انا ف الحساب ماعنديش يااما ارحميني|  المهم شوية كده ويضرب بعيني لقيت واحدة كاتبة لها سؤال انا مش عارفة غرضه ايه بتقول لها تمنها 64 الف  اربعة وستين الف جنيه قالت لها آه يا حبيبتي بس خلاص اتباعت فجأة الاكواد بقت تتكلم وصوت مكنة عد البنوك صوتها بقى يوررررر ف دماغي ولقيتني باتسائل المحفظة دي ب 16 الف و الحزام ده ب عشرة وال استاذة شنطة دي ب 150 الف هو انا ايه ال جابني هنا؟
وهنا يحضرني صوت علي ربيع وهو بيزعق ويضرب اولاده وبيقول
 احنا فقرا يا ولاد الكلب 

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

عصْف

 من فترة مش كبيرة اوي ابتديت اتابع جروب على فيس بوك، المفروض انه جروب نفسي، ولأنه مختلف فعلا لقيت  فيه مساحة اوسع ليا اني اخد بالي من نفس الانسان دواخلها وميلها وضعفها  ف لو بحكم على لاشياء بمنظور معين كمتلقي خارجي بقيت بشوف الدوافع ف بحكم على نفس الاشياء بنفس الطريقة  وانا واثقة من نفسي أكتر وده لأني كنت دايما بحاول اعطاء مبررات للاخر وهو في عز خصومته معايا ... أعتقد ان ممكن ف بعض الأحيان وبحبة دعم صغيرين وف المساحة المنمنمة ال بتتعطى لنا كأعضاء في الجروب بالرد ، ممكن كان ليا تأثير أكثر من العادي ميلا للايجابية في حياة بعض اصحاب المشاكل وده بشهادتهم نفسهم 

لكن مش هدي نفسي ميثاق الذكاء الانساني واكرم نفسي كسفير النوايا الحسنة الجديد خصوصا وان فيه مواقف مهما تقلبها يمين تجيبها شمال صاحبها مدان او مش مظلوم وده بيحطك في موقف ازاي توصل له وهو طالب ده انه غلط من غير ما ييأس من نفسه ويحس انه متهم وده شعور أصعب لما الكل فجاة يوجه لك أصابع الاتهام ، ف بقيت ادور على حلول مهما كان الوقت باين انه فات ممكن نكسب بيها وقت ونحل بيها، اعتقد انه اي انسان ومهم بلغت قسوته ف مجرد ما يعرف انه ممكن يكون ظالم هيحاول وهيسعى ورا انه يغير كل شئ عشان يفضل بني آدم شايف نفسه طيب 

فيه نوع تالت من المشكلات دايما بيفتعلها المجتمع فتحس بتعاطف كبير مع صاحب المشكلة ومهما كان لك من آراء تخص الموضوع من زاويتك الخاصة تلاقيك حاسس بقد ايه كل الآراء مشروعة، مقبولة ومتعاطف معاها كمان ...هحط هنا اسكرين شوت من واحدة من المشكلات ال بيثيرها المجتمع 

يمكن مهما كانت قناعاتي عجبني جدا صدق شعوره وميلت لانسانيته أكتر يمكن حسيت بصغر سنه نوعا ما لكن حتى لو هو اكبر ف اعتقد ان من سياق كلامه ممكن يلاقي في عملها شئ يخليه متطمن ... انا هسيب المشكلة هنا وهسيب لكم مساحة تفاعل مع نفسكم واتمنى انها تشغلكم فترة صغيورة تفكروا فيها وتشوفوا هتميلوا لايه اكتر وايه مبرراتكم وده ممكن يفيد الكل ازاي بشكل واقعي ...ومش لازم تبعتوا لي يكفي انها تساعد تطلعوا بره شوية

شهيق &زفير | فاطمة رجب عزام

الجمعة، 2 أكتوبر 2020

صباحكم طيب باذن الله ❤

امبارح تهت، كنت هضيع حرفيا، مكان وحش عشوائي وان كنت أظن اني كنت غلط زمان جدا في وصف العشوائيات لاني كنت فاكرة انها هي الاماكن ال مش منظمة ال مش مبنية بنفس الطريقة، فتحت دلوقتي ويكيبيديا لقيت التعريف فيه عاطفية تحسسك بمأساة السكان ف الواحد ما يبنيش بالطريقة دي لكن لو مضطر زي معظمهم هيعيش الحياة البائسة دي ويتكيف كمان معاها، مش بفكر بالشكل ده وانا شايفة نفسي ملكت العالم وانا ساكنة في جاردن سيتي خالص خالص، مكان سكني الحالي فقير جدا بس أرحم، أفتكر دايما كلام قريبنا ال ساكن على بحر يوسف في بيت جميل ماشاء الله يمكن أحلى من بيت جدي وانا كل البيوت الحلوة ف عيوني كانت بيت جدي قال : لواحد وهو قافل عليه بابه مش هيفرق معاه هو ساكن فين وقال مثالين مختلفين لمكان جميل ومكان وحش يومها انا فهمت كلامه بان كمان وهو قافل عليه بابه هو ال يقدر يبني جنة لما ما يتأثرش وما يتكيفش مع قيود المكان ويكون نفسه وف حاله وده حرفيا بيجبر اي حد انه يحفظ له مساحته ويحترمها 

لما تهت خفت جدا، جربت حجم وطعم وشكل تاني من الخوف، لمسته من زاوية واقعية جدا، ماكنتش متخيلة انها موجودة من اول احساسي باني ع البر بس الفضا كان مخيف، كان كل حرصي ان الناس ماتاخدش بالها كنت خايفة يعرفوا اني خايفة، المنطقة كانت جبلية كانهم استصلحوا في الصحرا بس ارض مزروعة سكوت ، اول مرة افهم ان العشوائية في ان مافيش سمة مميزة، كل البيوت مهدودة بنفس القدر، كل الارتفاعات تحتها حجارة كبيرة، اماكن عالية واماكن منخفضة تعريجات في الشوارع، أزقّة غريبة، كل الشوارع كانت مسدودة ف آخرها حيط كبير كاني كنت ف متاهة، المنطقة دي كانت ولسبب ما مشهورة بان فيها سكان مجرمين ف ده كان مزود خوفي ومحسسني ان اي حد هسأله هيكون منهم فكنت بخاف اسأل ومكتفية بالشبه ال احتمال يوصلني للمكان المشكلة اننا الصبح بدري واعداد الناس ال ف الشارع اقل وبالتالي فرص الخطف أسهل حتى الستات ماكانوش مريحينني، وارد يكون فيه خاطفين ستات ، قرب ناحيتي راجل كبير وانا بلف ف المتاهة وسألته مضطرة لان خلاص بان عليا اني تايهة حفظت بيني وبينه مسافة الجري لو عمو طلع حرامي ومشيت على وصفه مالقيتش حاجة كان فيه في الطريق اطفال بتلعب ساعتها عقلي ابتدى يكلمني عن احساس الأمان سبحان الله وقد ايه هم  وهم صغيرين كده متطمنين وانا وانا كبيرة كده خايفة، شعور كان ماليني بان الراجل ال سمعة صوت خطواته ماشي ورايا ف الشارع واصل له احساسي بالخوف وده كان اكبر مخاوفي ان حد يحس او يعرف  ف مشيت اسرع لحد ما شوفت " القبة "الشئ الوحيد ال بيميز مكان شغلي اخيرا الحمد لله عمو وصف لي المكان صح بس هو ابعد شوية من ما وصف اكتشفت اني لفيت كتير اوي ف مسافة صغيرة بس مش صغيرة اوي كبر حجم الشوارع وبهتان البيوت وفضا المكان من المحلات، صفار الرمل وبياض الحجارة وقلة الناس كانوا محسسني بقد ايه انا حتة ورقة خريفي تذروها الرياح ومااتمناش لحد يروح المكان ده تاني

انا ماكنتش حابة مكان الشغل ده عشان مافيهوش زرع لكن كمان طلع مافيهوش روح ولا أمان، لما وصلت كنت عايزة أعيط وانا باحمد ربنا على ستره، ان الكابوس ال اتحول لحقيقة ده ما طولش اكتر من كده ، بس ما قدرتش حسيت ان كفاية انها عدت وخلي احساسي بخيره ليا لوحدي ولما اكون هادية هحكي بهدوء من غير عياط لانه مهما بدا الوصف مش بيقع في نفس المستمع  جزء من شعور صاحب التجربة  الحقيقي ومهما كانت للمستمع تجارب شبيهة ف الشعور عاجز عن احتواء كل المشاعر والمخاوف والعقبات  .. مازلت حاسة بشعور الضياع من ساعتها لكن وانا بخير الحمد لله
بعد عدد من السعات وقع في ايدي الجمال ده :