الجمعة، 2 أكتوبر 2020

صباحكم طيب باذن الله ❤

امبارح تهت، كنت هضيع حرفيا، مكان وحش عشوائي وان كنت أظن اني كنت غلط زمان جدا في وصف العشوائيات لاني كنت فاكرة انها هي الاماكن ال مش منظمة ال مش مبنية بنفس الطريقة، فتحت دلوقتي ويكيبيديا لقيت التعريف فيه عاطفية تحسسك بمأساة السكان ف الواحد ما يبنيش بالطريقة دي لكن لو مضطر زي معظمهم هيعيش الحياة البائسة دي ويتكيف كمان معاها، مش بفكر بالشكل ده وانا شايفة نفسي ملكت العالم وانا ساكنة في جاردن سيتي خالص خالص، مكان سكني الحالي فقير جدا بس أرحم، أفتكر دايما كلام قريبنا ال ساكن على بحر يوسف في بيت جميل ماشاء الله يمكن أحلى من بيت جدي وانا كل البيوت الحلوة ف عيوني كانت بيت جدي قال : لواحد وهو قافل عليه بابه مش هيفرق معاه هو ساكن فين وقال مثالين مختلفين لمكان جميل ومكان وحش يومها انا فهمت كلامه بان كمان وهو قافل عليه بابه هو ال يقدر يبني جنة لما ما يتأثرش وما يتكيفش مع قيود المكان ويكون نفسه وف حاله وده حرفيا بيجبر اي حد انه يحفظ له مساحته ويحترمها 

لما تهت خفت جدا، جربت حجم وطعم وشكل تاني من الخوف، لمسته من زاوية واقعية جدا، ماكنتش متخيلة انها موجودة من اول احساسي باني ع البر بس الفضا كان مخيف، كان كل حرصي ان الناس ماتاخدش بالها كنت خايفة يعرفوا اني خايفة، المنطقة كانت جبلية كانهم استصلحوا في الصحرا بس ارض مزروعة سكوت ، اول مرة افهم ان العشوائية في ان مافيش سمة مميزة، كل البيوت مهدودة بنفس القدر، كل الارتفاعات تحتها حجارة كبيرة، اماكن عالية واماكن منخفضة تعريجات في الشوارع، أزقّة غريبة، كل الشوارع كانت مسدودة ف آخرها حيط كبير كاني كنت ف متاهة، المنطقة دي كانت ولسبب ما مشهورة بان فيها سكان مجرمين ف ده كان مزود خوفي ومحسسني ان اي حد هسأله هيكون منهم فكنت بخاف اسأل ومكتفية بالشبه ال احتمال يوصلني للمكان المشكلة اننا الصبح بدري واعداد الناس ال ف الشارع اقل وبالتالي فرص الخطف أسهل حتى الستات ماكانوش مريحينني، وارد يكون فيه خاطفين ستات ، قرب ناحيتي راجل كبير وانا بلف ف المتاهة وسألته مضطرة لان خلاص بان عليا اني تايهة حفظت بيني وبينه مسافة الجري لو عمو طلع حرامي ومشيت على وصفه مالقيتش حاجة كان فيه في الطريق اطفال بتلعب ساعتها عقلي ابتدى يكلمني عن احساس الأمان سبحان الله وقد ايه هم  وهم صغيرين كده متطمنين وانا وانا كبيرة كده خايفة، شعور كان ماليني بان الراجل ال سمعة صوت خطواته ماشي ورايا ف الشارع واصل له احساسي بالخوف وده كان اكبر مخاوفي ان حد يحس او يعرف  ف مشيت اسرع لحد ما شوفت " القبة "الشئ الوحيد ال بيميز مكان شغلي اخيرا الحمد لله عمو وصف لي المكان صح بس هو ابعد شوية من ما وصف اكتشفت اني لفيت كتير اوي ف مسافة صغيرة بس مش صغيرة اوي كبر حجم الشوارع وبهتان البيوت وفضا المكان من المحلات، صفار الرمل وبياض الحجارة وقلة الناس كانوا محسسني بقد ايه انا حتة ورقة خريفي تذروها الرياح ومااتمناش لحد يروح المكان ده تاني

انا ماكنتش حابة مكان الشغل ده عشان مافيهوش زرع لكن كمان طلع مافيهوش روح ولا أمان، لما وصلت كنت عايزة أعيط وانا باحمد ربنا على ستره، ان الكابوس ال اتحول لحقيقة ده ما طولش اكتر من كده ، بس ما قدرتش حسيت ان كفاية انها عدت وخلي احساسي بخيره ليا لوحدي ولما اكون هادية هحكي بهدوء من غير عياط لانه مهما بدا الوصف مش بيقع في نفس المستمع  جزء من شعور صاحب التجربة  الحقيقي ومهما كانت للمستمع تجارب شبيهة ف الشعور عاجز عن احتواء كل المشاعر والمخاوف والعقبات  .. مازلت حاسة بشعور الضياع من ساعتها لكن وانا بخير الحمد لله
بعد عدد من السعات وقع في ايدي الجمال ده :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق