السبت، 19 مارس 2022

عمو

رحل "عمو" ولا يحزنني كون عمو قريبا بالنسب وانما يحزنني أكثر كونه الاستاذ، الاستاذ بدرجة الصديق، كان عمو أستاذا بمدرستنا ، وانا أتخفف دائما من لفظة مثل "كان" في حديث عن راحل ربما لعقدة أحاول تخطيها منذ الصغر الا ان لفظة مثل كان تليق اكثر لا لشيء سوى أن عمو لم يدرس لي ولم يستمر مدرسا في مدرستي بعد لقائي الأول معه في مدخل المدرسة، انا طفلة صغيرة، التحقت بالمدرسة الجميلة في العام الثاني الابتدائي تلتقي بمدرس وجهه طيب على وجهه بسمة صادقة فتظل طلته محفورة بذهنها ويظل اسمه عالق بذاكرتها، كلما ذكر اسمه في بيتنا ولسنوات وجدت عقلي يستدعي ملامحه فاسأل ان كان هو ام لا، ثم أسأل عنه..
لم أحادث عمو وجها لوجه منذ ذاك اللقاء ابدا، انتظرته كثيرا حتى يعود محملا بأي ذكرى لي، اخبرت ابنته كثيرا عن هذا، عن تلك الذكرى الا انني لم أخبره للانتظار
تقول طنط عني انني مثل "الجمل الابكم" أبكي في صمت، يهلل الناس فيحدثون الجلبة حولهم اما انا ف تنساب عيوني صمتا بين الجميع وكأن شيئا لا يحدث أبدا، ربما لا أحسن التعبير او أؤثر أشياءا على أشياء
رحل عمو ورحلت معه غربته صديقة له في ليلة مباركة فاللهم ارزقه خيرات ليلته
15_شعبان_1443هـ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق