الخميس، 3 مارس 2022

من ما لا يدع مجالا للشك

 وانا صغيرة كنت بكره حصة التعبير اللي ليها كراسة لازم جلادها احمر نجيبها وليها واجب لازم نعمله وحاجة اخر هم على القلب 
ف الأول خالص كانت جمل اكتب عشر جمل بتتكلم عن كذا ودي اول خطوة في فكرة انك تحسس الطالب ان المهم الكم، فجأة لقيت نفسي في تانية ابتدائي بيتقال لي اكتبي 5 سطور عن الربيع، طيب انا كل معلوماتي عن الربيع تتلخص في انه فصل بتتفتح فيه الأزهار، هكتب ايه تاني؟! ف كان صعب جدا 
ازاي أعبر عن شيئ ما عرفش عنه حاجة معلومة بسيطة
2_ وهنا كانت الخطوة التانية انه بيضطرك تقصر او تمط وتطول ف نفس الفكرة عشان ترضي المصحح وكانوا يختاروا هم المواضيع فانا امام خيارين اما امط واطول واخد درجات او اقصر واخسر الدرجة
3_ المدرسين كانوا بيشيعوا والطلبة كذلك ان مقياس النجاح في امتحان التعبير هو الشبر ف انت ترزي معاك توب قماش مش هتاخد منه غير 2 شبر ونص ف تجيب تسعة ونص عشان انت مش طه حسين عشان تجيب عشرة من عشرة، بتتقال كده
4_وبعدين المدرس يقول لك ف المراجعة النهائية هحفظك نماذج تدخل تكتبها في الامتحان، فمثلا يحفظك نص مستهلك كمقدمة، ونص اجوف تاني تنقشهم في الورقة وتلحم ما بينهم من هنا لهنا لحد ما توصل في النهاية لانك تعرف تقفل الشبرين ونص مقفلين ف تاخد ال تسعة ونص من عشرة وف بطنك بطيخة صيفي 

لما كنت صغيرة كنت ما بعرفش احفظ لسبب اقسم بالله ما اعرفه، ومازلت مابعرفش احفظ الا بمعاناة، فكنت باكتب

 "مما لا يدع مجالا للشك" زيهم
واكتب بنفسي كلام من دماغي مالهوش اول من آخر ومش وانا واثقة اني هفشل بس وانا واثقة ان كده كده ماحدش هيقرأ ف ماعنديش اي خوف من ان كلامي ممكن ما يعجبش المصحح، وكنت دايما بخليه للأخر أحلي بيه بمعنى أصح بعد ما اخلص حل كل الاسئلة اللي هتتصحح واراجعها وابدا فيه، اي وقت هيتبقى هو بالطبع هيكفي،وعشان  كفي كان اصغر من كف الاستاذ ف الشبر عندي أصغر لكن كانت بتتقضى لو زودت لي كام سطر كده بالمط والتطويل، وجنبا الى جنب ومع سؤال التعبير المقالي ده احيانا كان بيبقى فيه اكتب قصة قصيرة عن كذا، وبصراحة كده عملتها مرتين مرة ف اعدادي ومرة تانية ف ثانوي، ومش عارفة ده كان من باب الاستبياع ولا ايه، اصلي عمري ما كنت بدأت اكتب اي حاجة ، ولا كانت الكتاابة ابدا احدى هواياتي، لكن سبحان الله بقى  كنت مبسوطة وانا بكتب قصة للمرة الأولى في امتحان يمكن عشان بغاير المعتاد، وبطلع من المفروض والاجباري والمضمون، ويمكن من باب التجربة بردو، وجايز ان الموضوع بتاع القصة شدني أكتر من الموضوع المقالي وحسيته هقدر اتكلم فيه اكتر براحة، ماعرفش القصتين اتقرأوا وكان اسلوبي فيهم ايه وعجبوا المصححين ولا اتقاسوا بالشبر بردو، لكن انا دلوقتي سعيدة بالمخاطرة دي اللي ماسقطتش ولا مرة الحمد لله لا بسببها ولا بدونها 
دلوقتي لو بقيت مشرفة باي شكل على التعليم هلغي امتحان التعبير مش عشان انا مازلت بكرهه، لكن هخلي التعبير ده جزء من حصة المكتبة، وهخلي كل الطلبة يعرفوا ان مافيش قيود وهقول للأولاد ازاي يعرفوا يعبروا وازاي يحبوا القراءة وازاي يجيبوا المعلومات، وازاي يخلوا الكلام سهل ومتعة مش بس وسيلة، هخلي كل الطلبة تبقى فرحانة مش شايلة الهم، مش هورطهم في صنع  معجزات مش مقاسهم
وهخليهم يكتبوا قصص من تأليفهم، وهخليهم يحسوا بكل شيء بيعبروا عنه حتى لو مش شايفينه يقدرو يتخيلوه

والله انها فكرة لطيفة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق