"أقابل طفلتي منامًا، تعتلي كتفي اليمنى التي أدخرها لأعوام ليسكنها من توسد دقّاتي المضطربة دون تأفف و ضجر ، ثم يتوقف الحلم فأضطر لأن ألوي ذراع الواقع وأكمل اليوم بصحبتها رغما عنه
أطعمها الحب بالمعلقة البلاستيكية الملونة، فيبيض جبينها ويزداد وزنها، لا تؤلمني كتفي بقدر ألمي إن علمت منها عندما تتعلم الكلام ان جسدي النحيل لم يكن في طفولتها ناعمًا كوسادتها المريحة
أتنفس ملابسها خلسة، أتجهم مثل الجميع متصنعة التضجر من الطقس الحار حتى لا يشاركونني تلك الانفاس النقية المنعشة، فابنتي ليست سبيل
أملأ كفوفها بالحلوى، توزعها في الشوارع بعشوائية حُلوة، ربما تمر نملة جائعة من ذات الطريق فتطعمها حلواها، أو يجدها مريض سكري على وشك الغياب فتنقذه..لا اريد لا بنتي أن تصبح طبيبة لكن سأعلمها كيف تصبح سببًا
لا أدري لأي سبب أخبرها بأسراري، أحدثها عن عناقنا، شفراتنا السرية، أحاديثنا المُبهمة، مرسالنا الهائم بين الشُهب يتصيد الأمنيات، أقص عليها نبأ ظهورك في رؤى الاستخارة، أحدثها عن اللون الزهري، تُفتن به فتلون البرق بلونه فلا اخشاه، وتهدي الرعد اسطوانة بصوت غنجها محاولة نطق اسمك"بابا" فيتحسن مزاجه، ثم تغفو على هدهدات الملائكة لا انتفاضات ضربي الأرض بذلك الكيان خمسيني الوزن يمشي بلا هدف، يمشي بخطوات بهلوان يحاول الاتزان كي لا تطير الفراشة من فوق كتفه، الآن وقبل نومي أتمنى أن تعود الفراشةلنستكمل ما بداناه ليلة أمس ..فهل ستعود!
على كلٍ" أنتظر ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق