أو بالأحرى في مثل هذا الغدر
فض رابعة
فض رابعة
حسبي الله ونعم الوكيل
تدعو لي زميلتي بالشهادة كصيغة عفوية تقولها عند رؤيتها حقيبتي الجديدة، أبتسم تسألني عن السبب ف اتعجب، فتستطرد متعجبة من الناس الذين يغضبهم هذا الدعاء تحديدا، فأخبرها بأن معهم حق، تسترسل في ذكر الكثير عن الشهادة وأنا على سريري دون عراك، بأن يرزقني الله بها أو بالأدق تعبيرا "ثوابها" فتعجبني تلك فأخبرها انني أريد ذلك وينتهي الموقف
أنا لا أرفض الشهادة، وانما ليس هنا، أتذكر "قسم الشرطة الذي أمر من أمامه كل صباح، ضابط الشرطة تحديدا والذي يقف خلف سور حديدي من شرفة عالية يرمقني كل صباح، يسبني في رأسه، وكذلك ألعنه في عقلي، ماذا لو استفزته ثورتي عليه الكامنة داخلي وسمع صوت عقلي يصرخ فيه مناهضا كل أخطاءه، أخطاء نظامه، وأخطاء من وكلوه لحمايتهم منّا خلف تلك الأسوار، ماذا لو سمع صوت عقلي وأنا ألعنه، وجسدي وهو يكرهه وعيني وهي تلطمه، ماذا لو استفزه هذا الصمت الصاخب، وأخرج سلاحه المرخص لقتلي وقتلني، أي شهادة تلك التي أرجوا بعدها، وأنا أحميني"انا الوطن، النفس، والارض"، لا أرجو تلك الشهادة تحديدا، انما اريد شهادة حقيقية، أنا التي لم أكن أدعو الله قبل خمسة أعوام سوى بأن يقبلني شهيدة على يد هاؤلاء، الذين علم الجميع حينها أنهم أعداء الوطن، ثم تفرق الوطن ثم اصبحوا بمكر ودهاء حماته، ثم أصحابه الآن
أريد شهادة حقيقية من أجل قضية تستحق أن يفنى عمري من أجلها، لا من أجل هوى ظالم افترى عليّ وعلى غيري ظلما، حتى وان نعتني الناس فيم بعد بالشهيدة وهتفوا باسمي فأنا لن يرضيني أقل من الحق، من القضية الحقيقية، فيارب احفظ لي عمري وباعد بيني وبين تلك الشهادات الصورية، وارزقني قبولا حقيقيا ليكن بكل الفخر والبسالة من أجل قضية كالفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق