اتذكر الصديقة التي حدثتني يوما عن حبيبها الذي لم تفكر في الاستنجاد به بسؤال ماذا لو كان جبلا للجليد؟
وقفت مرارا أمام السؤال، حتى انني خيمت يوما على بابه وتساءلت هل كرامة المرأة عائقها أم مخاوفها من برودة الفعل وردته؟
كنت حينها أفكر وأطبق الأمر على نفسي وانا اقارنني بصديقتي الأجرأ_تمامًا_عني، حتى ان همها كان همي وتوحدت مع مخاوفها حتى بدأت أفكر كما لو كنت طرفا خفيا في مأساة متكررة
فتى مشرق متأنق يطرق بابي وفي يده الزهور والأمل والأحلام وحبيب يغط في نوم عميق في ركن اختاره بعناية من قلبي، ومطحنة ضروس من نصائح الناصحين ووعيد المتوعدين وطرق الطارق ووهمهمات الحروب التي تدور بمنامات النائم
بكائية يومية أعصر يوميا فيها ولا يد تهدهدني فيها سوى يدي ولا كف تربت على كتفي غير كفي ف كيف لي أن أحتويني وادافع عني واصم أذاني وأهش الذباب عن النائم وأقف على البوابة لأحميه وأكسر الأجراس وأسجن المخاوف وانا وحيدة بذراعين من ثقتي فقط
تتحدث الفتاة الطيبة التي صادفتها مؤخرا عن حبيبها هي مصرية وهو تركي الجنسية علمته العربية وعلمها التركية فغزلوا لغة مشتركة رقيقة كتلك التي نخبر الأطفال بها اننا سعداء بوجودهم، فينتج الغزل حبا لا يمكن فكه ولا نزعه ولاتمزيقه، ثم تنشب الحرب حين تحين موعد الخطوة التي تصنف فتنصف اوتصفي، هل للكلمات معان ام انها تمتمات لا أصل لها
seniseviyorum
تقرر الفتاة الابتعاد فلا مجال قريب للخطوة، أصابها المعنى وأصابه وبينهما سفر، تحكي بكائيتها فأعود لذكرى التخييم أمام التساؤل ذاك الذي أكملته وحدي
"الله"
حرب جديدة أضيف نفسي فيها الى الأعداء وأحارب لأنتصر لله ولا مجال لأن أنتصر فيها لغيره وحبي له وثقته التي لن أخونها خيالا حتى وعقيدتي وضميري وكل ذنب حاربت لكي لا أقترفه وايماني به وبنفسي.
أهزمني لأنصره فينصرني ولو بعد حين، خسارة قريبة خير من خسارة أبدية، كانت الفتاة أكثر حظا فلقد كان شريكها يقظا شاركته المخاوف والاخطاء والظنون فطمأنها وتفهم حتى وان لم يلم بكل المعنى، كان الأمر أصعب من أن تشرحه بلغة جديدة، ربما لغة الرحمة العتيقة كانت سبيلا لأن يشعر بما لم يدركه فاراد الله للخطوة أن تكتمل
أتذكر الدعوة التي أحبها "اللهم ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى"، ربما كانت دعوة الحب_هكذا أسميها دون افصاح_هذه شارة النصر الخفية التي قاتلوا من اجلها، اتخيل ان بيت الحب لن يبنى دون هذه الأعمدة الأربعة والا اصبح شيئا لا يليق بأن يصبح حبا.. سمه ما شئت ان أردت ولكن لاتحاول اضافته الى اللغة فسيظل دخيلا عليها ممنوعا من الصرف والاعراب.
ربة الصون
حرب جديدة اسمها حفظ الكرامة ، كرامة الأحباب تحديدا، من يسكنون خاطري ومن سيسكنوا، حتى كرامة شريكي الذي أجهله، وعدوي الطارق حتى يرجع، وكرامة النوام لا يستبيحها اليقاظ حتى بخاطري، كرامة وطني وعشيرتي وديني وكرامة اتخذها وجداني، ولا استبيح الاشياء ولا الافعال وان صغرت وهانت في العيون حتى وصلت لحق الانبهار الأول صيانة للكرامة، حتى وان لم يعلموا عن القتال شيئا فسأظل اقاتل حتى أنتصر
_ في قصة غسان كنفاني قال أبو الخيزران لماذا لم يطرقوا جدران الخزان نافضا ذراعيه عن ذنب قتلهم، ف أتسائل بعد كل تلك المعارك التي تقاتل فيها النساء هل من الممكن أن يجرؤ انسان على سؤالهن باستنكار لماذا لم يفعلن (أي شيئ)؟! _
تتخلل الحروب معارك صغيرة للغاية لنصرة الكتمان على الافصاح نصرة للتراحم وحفظا لكامل الحقوق فمن يفعل لا يقول، ولضمان الاستمرارية، وحكمة في المراوغة وحرصا على المفاجأة، وحبا في ترك الحلوى مخبأة في كل طريق، واصرارا على ان يجد النائم نورا ولو ضئيلا حين يصحو في كل طريق فلا يتخبط، وحتى لايصبح الافصاح بالمحامد رياء فلا اعلو منزلة عند من احب دون اكتشاف يليق بأن تدوم المنزلة، فلا اكسبني ما قد لا يُرى بقدره المناسب.
ملاحظة
"لا يجدر بالأيس كريم تجميد الذكريات مهما حاولنا"
الذكريات تنسدل طازجة مهما باتت على غير عادة الأشياء
تعقيب
تركت عن عمد مبررات قوية لمن أراد الاستمرار في كرهي ليكرهني أكثر ومن أراد الانسحاب أن ينسحب ومن يراه ادعاءا او رياءا اوقبح ان يقبِّحُني ماشاء ولا احب بعد هذا الحديث مكسبا بشريا واحدا، لا لشئ سوى انني لم أبتكر شيئا جديدا يلتف المشجعون حوله فكل فتايات عائلتي على الاقل لن أقول بلدتي معممة فعلن ما أفعل ولم ينطقن او يشرن نحو انفسهن وهن يحفظن حق المرة الأولى لمن كتب في أقدارهن بتلك السبيل الوحيدة بلا أي انتقاص او تبرير وأعلم من القصص النوادر لا لشيئ سوى كونهن لم يبتكرن ولم يضفن للقويم من الخلق دربا ليفصحن عنه، فاذا أخبرت الآن فلماذا؟
ف لاختلاف الزمن واختلافي عنه أولا ليس الا، ولانني في نهايات عقد ندرت فيه الأشياء اللطيفة فماذا لو انحسرت فانعدت تماما وربما أقول هذا لابنتي التي ستشبهني في الخسارات قبل المكاسب حتى وان لم تسعى ولم أسعى كذلك وأعلم مأساة ان يشبهني أحد وأن يفكر مثلي ولو دون افصاح وحين يتمنى الناس لأولادهم اواحفادهم ان يصبحوا مثلي أحزن لا لشئ سوى انني أدرك الأزمة فلا أتمنى لأحد الا المكاسب من ما حصلت فقط، لا أن يشبهونني تماما ، لكنها ابنتي ستصبح مثلي لا محالة ف أقول هنا عن الحروب لعلها فهمت نفسها ولو قليلا وادركت لماذا اصبحت من الغرباء دون ان تسعى وان تشق طريقها ودون أن تحاول واعلم ان ابنتي ستحب الأمر ولو بعد حين ولكن كيف ستجتاز على الاقل مثلي العشرينات وهذا سببي الثالث ماذا سيحدث لو سئلت عن العشرينات من عمري وما سبقها ولأي مدى ادخرت وكم ضيعت؟
لتعلم ابنتي على الاقل في زمانها سبيلا لأن تنصرف عن صحبة من لايشبهونها حتى ولو كان مجدها المزعوم عندهم، وان تظل داعمة لأفكارها مادامت صادقة وان تتأثر وتفكر وتؤثر في الكون لو سنحت لها الفرص لتهدي قنديلا واحدا على الأقل لمن يليها دون اطفاء قناديلها أن تفعل أكثر ولا تسكثر او تنتقص من المعروف شيئا
حماها الله
من شرور نفسي قبل كل شئ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق