السبت، 14 نوفمبر 2020

ديوان العرب

 كنت قد زهدت الكتابة، والشعر تحديدا حتى انني حين قلت " بطلت استعذب الأشعار" كانت جملتي الاصدق، وكأنما أصبح الشعر لي كلام مرصوص كالحجارة بحرفية فقط من اجل سلامة الوزن، لا أكتبه لأنني لم أعد أشعر، ولا أقرأه لأنه مجرد وزن، لن أنسى ذلك اليوم حين أرسلت لي صديقتي ومعلمتي الأديبة قصيدة وهي تبحث عني فأخبرتها بشعوري حيال الشعر.. كان ذلك مثل الصدمة لها!

كم كنت أشعر بالأسى والضيق وأنا أقرأ "ديوان العرب" او هكذا كنت أسميه ، ذلك الفصل الذي اتخذته من مفكرتي الأحب في العمل والتي كانت متروكة للجميع ليبحثوا فيها عن أشياء تخص عملنا، خصصته لعل أحد منهم فتح الديوان هذا وقرأ شعرا من ما أحببت، كم كنت أشعر حزنا وانا مضطرة لأن أصادف هذا الديوان الذي صنعته على قلبي ووضعت فيه نماذج من أشعار النخبة كما كنت أسميهم حينها، لا أتذكر كم من الأعوام مضت وانا أقاوم أفكار ان أقوم بشطب هذا الديوان المنتقى بحب، ولكن قوة ما كانت تمنعني، وكانما أحاول أن أهزم ذلك الضعف بداخلي، كان التساؤل دائما ما ذنب تلك الأشعار!

 حين انهينا المفكرة وبعد أعوام قصصت الديوان واحتفظت به، دون أن اسأل نفسي للحظة عن السبب، الا انني فوجئت بزميلتنا الجديدة أول أمس تخبرني انها تعلم انني أكتب الشعر، فبدر الى ذهني ذلك المعتقد حول صفحة الشعرعلى الانترنت، أو أن أحدا اخبرها، الا انها قالت لي وجدت قصيدة لك، أخرجتها من حافظة معها لأجدها قصيدة من "ديوان العرب" ربما نسيتها على الطاولة  دون أن أدري، صححت لها المعلومة وأخبرتها عن الشاعر، كان الامضاء او تحديدا اسم الشاعر ملغزا لها ولأصدقائها ولزوجها إلى ذلك الحد الذي أسعدها، نشرت اللغز وكتبت عنه you made my day والحق ان يومي انا الذي صار أفضل حين رأيت هذه السعادة على وجهها، وربما ذلك لعلمي عن تلك الآمال التي ملأت قلبها، عن فرحة شعورها ان مصادفة ما حدثت من أجلها، وان لغزا ما يفتش عنها ، وأن شعرا كتب فيها، وأن وأن وأن.....................!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق