الأحد، 10 أكتوبر 2021

باللفتات

 كنت أبحث بين الكتب عندما فاجئني صوت عذب يغني من التراث شيئا مس آذاني، لم ألتفت خشية أن أكون مقصده  بل اقتربت من صديقتي لأتأكد من ما سمعته، تاه الصوت حين شابَهُ أصوات السائلين عن الكتب فتهت عنه ونسيت ككل ما أنسى وحين أفقت من غفوة النسيان تلك كنت خارج القاعة التي لم أعد  حتى أتذكرها أسأل صديقتي لو كانت قد سمعت ماسمعت فنفت وكأن كل الأمر محض حلم/وهم  لا أكثر.. 

أتذكر البائع، ذاك الذي شبهني بالقمر حين ينير الظلمة في مقارنة خفية استغرقت منه التكرار ليشرح لفتاة صغيرة استغلها_ تقف بجواري _ ليعقد مقارنة تعيد على مسامعي التشبيه .. اتممت الشراء والحجر فوق قلبي كي لا امتنع فأؤكد له فهمي مقصده، فبعض الرفض قبول وانصرفت ..

حين يصادفني شيئ كهذا أنصرف في هدوء دون انتباهة واحدة تلفت أنظار من يبادرني بهذه اللفتات لكي لا أشعره انني  أعيره من اهتمامي شيئا واحدا.. وأنا حقا كذلك لا أعبأ إلا انني أتعجب أكثر  من هاؤلاء الذين يحيطون اللفتات  باسم الله!

 كلما مررت من طريق جائني صوت يقول أشياء مثل" ما شاء الله، تبارك الله، اللهم صل على النبي"،  فيقف انتباهي حائرا  مابين اعتقادات ثلاث اما ان هيئة حجابي تخجل صاحب اللفتات فيضطر لأن يهذب الكلمات لتليق مع هيئتي ، أو انه يدعو لي باكتمال مابي ولا يرغب في حسدي حقا.. والثالث والذي لا ارجوه لأحد منهم  انهم يقولون هكذا بقصد اللفت  استخفافا باسم الله وهم على دراية بهذا حقا  ولا أسميها باسم اللفتات ترقيقا لها..أبدا، وانما لانني لا أسعد بها فانتشلها من اسمها الدارج المتبجح  ل اسم اخر أخفف به مابها من أثقال.

رباني والديَّ على ان الانسان انسان قبل أن يصبح فتى أو فتاة، نفتش في الناس عن انسانيتهم، فنحب من الناس ذاك الحسن المخبأ بعناية داخل أدراج أرواحهم، حتى ولو لم يبدوه للجميع ، نرى النور المخفي في الظلمة وكأن أعيننا لا تلتقط من اشارات الكون إلا الصفاء فأتعجب من هاؤلاء الذين يقيمون الانسان من الخارج ف يبدون انطباعاتهم متناسين أشياء أبدى من غيرها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق