الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021

جُنيهات

 💳

أتذكر ذلك اليوم الذي قررت فيه أن أتخطى تعلقي بالأشياء بدءا بالجنيهات الورقية المحفوظة منذ أعوام في حقيبتي القديمه، لا أتذكر متى ولا لماذا احتفظت بهم، ربما أهدانيهم أحد الأساتذة أو أن شيئا ما لفتني بهم وهو الأقرب للصواب، الأهم انهم صاروا الآن محط جدل بين الناس، تقر الحكومة غرامة على من لا يقبل بهم بينما يرفض الباعة تداولهم ، كان اخراجهم بالنسبة لي تحديا لنفسي، ليس الا ، إلا انني ومع أول رفض حمدت الله واستبدلته للسائق بنظير له معدني، بعد قليل وفي عربة أخرى، طلب أحد الركاب مني جنيها ليعيد الي الباقي في عملة ورقية واحدة دون جلبة البحث عن " فكة" مع السائق، فأخرجت شريكتي الجنيه الورقي_الذي تركته معها_بسرعة، أخذه ، قلبه على جانبيه ، ثم سلمه لراكب آخر وبدأت المعركة، من وقع في نصيبه على وشك الانفجار والأول يحاول اقناعه، أما أنا ف أكاد أضحك من عملة بلدي التي لا يرحب بها أحد، وأكاد أبكي من ذكراي المنسية التي يلفظها الكون ، أفكر في أن أتخطى التعلق و قلبي معلق بالتراجع، الاستبدال، كيف للذكرى أن تُترك وإن نُسيت حتى، فكرت للحظة في أن من سيحصل عليه سيصبح أكثر حظا، ثم تذكرت أنني لم أكن أكثر حظا به متذكرة أشياء بعينها، فكرت في أن أحدا غيري ربما يحبه، ويحتفظ به ويصبح تميمة رضاه في يوم ما، أو انه سيدور في البلدان إلى أن يعود لي من جديد، وأخيرا انتصرت للذكرى، لقلبي تحديدا، بحثت وسرعان ما وجدت آخر واستبدلته بالاصرار تارة والحلف بالله تارة أخرى وبتأييد باقي الركاب لي دون أن يعلم أحد عن سر الاصرار تارات وكأن الجميع تكاتف على جبران خاطري لأعود مرتاحة البال والضمير معا، وتمت الصفقة حين قبل الراكب فرحا ليأخذ حقه معدنيا كما يحب وآخذ ذكراي ورقية كما عهدت.. حين هممت بالنزول أهداني عمو الراكب صاحب المفاوضة مصحفا كهدية ، ربما ظن الاستبدال إيثار أستحق جائزة عليه لا إبقاء لكنز ككل الكنوز التي لا تهم أحد سواي، لا يهم ما يراه الناس الأهم انني عدت ومعي الذكرى و كتاب الله ووردة قطفتها في الطريق

20/10/2021
1:18  صباحا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق