رأيتك ، كنا ننتظر القيامة، يسير كل منا لعمره محملًا بحقائبه الصغيرة سائرًا باتجاه الآخر، كانت القيامة ساحة مطار، وكأن اللقاء المنتظر موعده بعد الزمان، إلا اننا التقينا، اخيراالتقينا، لحقنا اللقاء، فتعانقنا بشدة وطمأنينة ان لاسفر بعد الآن، سنظل معا للابد، سنبحث عن أحبابنا معا، سنلتقيهم، نعانقهم، مجتمعين ل اللانهاية، لن يخيفنا شيئ ولا يؤلم ضمائرنا كذلك، أنا وأنت في صورة الانسان الانسان الطيب المشكل على هيئتي رجل وامرأة، ملابسنا شتوية دافئة تسمح بمرور الهوا والسكون والرضا.
في الصباح ، في الواقع تحديدا و قبل أن يسألني الانسان الظان بي ظن السوء..سأجيب بـ لا، لا لم أكن أتخيل انني انتظر القيامة لألتقي بالأحباب بلاشروط، لكن عقلي يفقه مالا أدركه
ثم تلح الفكرة، ف أقف عاجزة أمام ما أرجوه، صابرة مرضية، و تلمع التساؤلات واحدة خلف الأخرى كيف يتوقف ضميري مناما وانا أستغل القيامة في اللقاء، يعاملني ضميري دائما معاملة القيِّم، يرفع عصاته كلما أوشكت على خطأ، فأخجل واتوقف، أصلي فيرسل الشيطان الجواب في صورة تلهية عن الذكر، ويذكرني بالآية الكريمة "يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ"
أذهل عن شعوري بالذنب، عن شعوري بالخوف، شعوري تماما، الحياة انتهت الاختبار انقضى، الانسان في القيامة بريئءمن كل ذنب ،انتهى العد، انتهى الصراع، وانتهى الَعدو، يتوقف الزمان ف نسبح في هدوء، ثم يخلص الشيطان في افساده صلاتي ويزيدني من القرآن موضعا آخر ويذكرني بالآيات الكرام" "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَـحِبَتِهِ وَبَنِيهِ" لأهدأ قليلا رغم كل ما يخيف وكأن كل ابحاري هو ابحار فقط عكس اتجاه الدوامة لا لخارجها، وكأنما أقاوم دون اهتداء سبيل، أوقف عاطفتي لثوان، وأفكر..لا أظن الشيطان بتلك البراءة ليتخذ من الآيات داعما يقوي إيماني، ربما مرر لي هذه الآية لأتفتت من جديد، وكأنما ذكّرني بها الآن ليسخر مني ، ليضحك على طوفان أشواقي، ليقيدني بثقل حديدي يسقطه ف عمق الدوامة، وقبل أن أسقط يهمس صمتا في أذني"ولا حتى في القيامة"، استسلم ، أرفع الشارة البيضاء، فلا راد لقول الله.. وأصمت مضمرة الدعاء فأنتصر ولو بعد حين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق