سافر حبيبي وداخلي يودعني ... بكى وبل المحارم وانا قلت ايه يعني
والله فراق الحبايب مر يوجعني
كنت قد دفعت من فوق سفينتي للنجاة، تلك السفينة التي صنعتها لأعوام، أسافر لأجمع ألواحها، أربط الألواح بالألواح، وأنتقي من كل بلدة قطعة أضيفها لأصنع منها معجزة لا مثيل لها، سرت بها من بلدتي لتلك البلدة التي سألوذ فيها بالمأمن، إلا أنهم سلبوني سفينتي ودفعوني من فوقها عنوة بقبضتين من خيانة وإهانة، عدت محملة باليقين بأنه لا ثقة لي بأحد بعد اليوم، مثقلة بالبرد في شوب أغسطس، معصوبة العينين بشريط فيديو سينيمائي يريني كل ثانية ما حدث، ويكرر على مسامعي كل كلمة صارخًا في أذني ستظلين تسمعين وترين ما حدث إلى أن ينتهي بك الأمد، وكنت قطعة من حجر، لا بل حصوة في رغيف خبز، أو شوكة في الحلق، حلقي أنا على وجه التحديد، لا روح لي، لا شيء يشعرني بالحياة سوى الألم، الدهشة، وعدم التصديق، حينها توقفت أجزائي عن العمل كساعة قديمة، أقف عند تلك اللحظة تحديدا، لا دقات لقلبي ولا دمعات لعيني ولا غفوات لذاكرتي، واستمررت يقظة لأيام تدور الذكرى حولي، تستصرخني لأصرخ، وتعض على يدي لأبكي، وتقذفني بالحجارة كمجذوب يناظر اللاشيء في سكون يتوسط الصخب، ف أقرر أن ألوذ بشيء مما بقي لي من انتباهة، أوسعه كغزل لعله يتسع فأهرب داخله كتائهة في مغارة، واخترت أن أقضي ليلة من تلك الليالي بداخل قصة أخرى، واحة الغروب، أنا وعيناي المفتوحتان، وقلبي المذعور معا نشاهد ملحمة من وحي خيال لنختبئ من تصديق أننا في ملحمة حقيقية نُقطّع فيها أحياء، أنا وعيناي المفتوحتان وقلبي المذعور نتفاجئ بكل ما حدث كلما شتتنا صوت، ترتعش أطرافي، وينتفض جسدي، وأمشي كالمغشي عليها، لا وزن لي، ولا ثقل ، أتحرك كريشة فوق ماء، تدافعني الكيانات من حولي، ثم يأتي المشهد حين تبكي مليكة لجدتها طالبة تسريحها من معبد وتقسم على أن لا تذهب أبدا لرضوان أن نفذوا مطلبها، وهنا فقط أبكي وكأنما وجدني أخيرا البكاء، رآني بعد فراق، فعوض لهفته، أبكي وكأنما حملتني أمي في عينها، وولدتني دمعة، وأخرج لأستكمل البكاء في طريق أجهلها، طريقًا تتسع ف أذوب صغرًا في اتساعها، إلا أن لشهيقي صخبًا كالطلقات، وربما كالرعد إن أردنا التوصيف، وتأخذني أقدامي الهلامية لمحل بيع الحلوى ف أقرر الاحتفال بيوم ميلادي متأخرا، وأختار شمعة تحمل الرقم"ثلاثة" ولا أدري أي ثلاثة أشياء سأحتفل بهم، وأطفئ شمعتي بلا أحلام وأكتب شعرًا لا زلت أخشى قراءته فتسبل عيني فأنام.
غروب
التقطته بنفسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق