متى أضحت المرأة بكل هذا الافتراس، لا أدري و لكني أتخيل الأمر برمته لم يخرج عن كونها ضحية التجربة، ف الأعوام التي مرت عليها منذ قرن مضى لم تزدها الا يقيننا بأنها مظلومة فأضحت كفأر في مختبر تعرضه لكل عوامل الضغط الخارجية التي تهيئه نفسيا لأانه ضحية من ضحايا الظلم وأنه مسلوب الحق والارادة ومسلوب المقدرة وتطالبه بالثورة على واقعه المفروض والهتاف من أجل الحرية المنزوعة والفكاك من قيود العبودية ، واستمرت التجربة لأعوام حتى صدق الفأر الوهم وأيقن بأن الخط المرسوم حوله هو سور وانه مقيد وانه يجب أن يتحول لثور لينتزع حقه ويكسر الحائط الذي يمنعه عن الحرية وصار يضرب برأسه في اللاشئ حتى نمت قرونه وطالت أنيابه فأصبح مسخا بحجم الفأر وصوت الأسد وهياج الثور من أجل شئ لم يسلبه قط!
اما ان تنضم لقطيع الثيران أو أنك منشق عويل محب للقهر مريض نفسي فأنتِ إما كارهة أو ذليلة، ولا مجال للراحة بيننا ، لا مجال للتناغم مع النفس، لا مجال للاختيار، لا مجال للحب، لا مجال للسكون، لا مجال ل اللطف، لا مجال للهدوء، هل نظمت النساء مطالبهن يوما ! يقلن لا من أجل اللا فقط .. لإن أصبحت الثورة هدفا لا وسيلة فان حصلن على ما أردن شعرن بأن نقص زاد وهَم صار أعمق ، صرن يبكين من أجل راحة يلفظنها دون دراية، راحةَ أن يفعلن ما يردن دون هتاف وكأن الاضواء لم تسلط فوقهن يوما، وان العثرات هي عثرات طريق لا تتصيد الأقدام دونا عن الأخرى، وأن الانسان خلق من نفس الطين.. وهل حدث شيء غيرهذا أبدا!
وخلاصة الأمر أنه وبتجارب صغيرة أصبحت المرأة عدو نفسها، تنزع راحتها نضالا من أجل نفس الراحة وكأن الطريق هو الهدف ولا هدف خلف الطريق لأنه داخلهن، وصرن يبحثن عن مفاتيح قلوبهن والتي لم يوصدها ويتخلص منها غيرهن !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق