الخميس، 21 أكتوبر 2021

ليس تحت القبة شيخ:P.S

        أبكي لبكاء الصغير، أكور نفسي جانبا مهزومة بعد محاولات في فتح طاقة حنان صغيرة في قلب ليحنو عليه، على حزنه تحديدا، حين فشلت حفرت في الأرض بدمعي فأنبت ألما في قلبي، يلتفت الصغير نحوي ويعانقني لأهدأ فأتفتت لصغار بحجمه، أتذكر جدي حين بكى لبكائي صغيرة، مواريا مرضه، عجزه ويأسه جانبا، منصبا كل ذرات شعوره في صورة قلب مزقته أحزاني الصغار..أبكي مثل جدي تماما من أجل طفل صغير غير مبالين بما ألم بنا، نحن فداء، وأحزاننا فداء، وقلوبنا عين الفداء، أتعجب كيف للقلب أن يورث.

         لا أدعي الطيبة أبدا، أكره أن أتحدث عن نفسي مع أحد فيشعر أحد انني طيبة، ويبكيني أكثر أنني أعلم اني أمام نفسي، أمام الله وبأعمالي البسيطة لست في زمرة الطيبين مقارنة بما أرى عليه الأخيار، أنا نقطة لا ترى بينهم، كسر فسيفساء صغير، وأنت حين تضعني في عينك في تلك المكانة أشعر جدا بالخجل والحزن، فأنكرها، أتذكر ذاك اليوم قبل عامين حين اتفقت عائلتي على جلسة لطيفة مع أحد الغرباء، وكنت أنا بطلة الجلسة لسبب لم أرغب فيه، إلا ان ذكرى كهذه ستظل معلقة بفؤادي وذلك  لأنهم أجمعوا لذاك الغريب عن كوني امهم الحنون، أمهم أجمعين، استغرقوا جميعا في وصف قلبي، للمرة الأولى أمامي  ودون محاولة واحدة مني في تغيير مجرى الحديث للخجل من الاطراء كعادتي مضطرة لهذا بهدوء تقليلا للانفعال أمام غريب، فكانت فرصة حقيقية على المدى البعيد لأراني كما يراني من هم أقرب،  وجدتني استمع كلاما صادقا عني، وكأنما أرى صورة مرآتي في عيونهم وقلوبهم، تلك الصورة التي نقشتها لأعوام دون سعي مني، صورة جميلة حقيقية، لا تحتاج لرتوش ولا زينة  لأشعر أفضل، انسابت الكلمات من أفواههم الطيبة فخرجت سلاسلا من ذهب توجت صدري، قلبي تحديدا، أنا لا أدعي الطيبة لأغاير المعهود بين البشر، لكنني وعلى غير المعهود أردد انني شريرة، أكاد أجزم بها للناس، حتى ان أحدا حين يقول لي أنت طيبة، أسرع بتكذيب اللفظة، لا أخاف أبدا أن يستغلني أحد أو يظلمني، ف أنا شريرة والأشرار لايهزمون،  أُفضل أن أبدو من الطلة الأولى شريرة ف أُكتشف، وتُكتشف حقيقتي على مهل فيم بعد على أن أبدو طيبة ويتوقع الناس مني صورة لم أنتحتني عليها من قبل.

          التقطت لنفسي قبل عدة أشهر صورة، أبدو فيها كما أراني دائما من الداخل، صورة مرحة أضحك فيها ضحكتي كاملة، من مفتتحها لنهايتها، نظرة عيني بمرح، حبات الماء تلمع فوق شعري، والضوء على صفحة وجهي يقف فأشع برائتي كاملة، براة  لم تمر على طفل قبلي، كلما حزنت تذكرت الصورة ذات الضحكة البلهاء والنظرة الناعسة وتمنيت لو يراني الناس هكذا من دون توقعات، من دون تخيل، من دون ظن أن تحت القبة شيخ "فيديت" ..  انسانة عادية  تضحك فتشبه الأطفال فقط لا غير.


صورة

مع أشجار عصافير الجنة التي لا يحبهم أحد بقدري، حب منذ الطفولة
العادة انني اقطف العيدان بطريقة جر السحّاب، اجمع الاوراق في قبضة يدي ثم انثرهم فوق رأسي كورود الزفاف وأمطار الثلج


هناك تعليقان (2):

  1. الواحد بيفرح من قلبه لما يشوف صورته في عيون أهله، انتي تستاهلي كل الخير يا فاطمة

    ردحذف