السبت، 30 سبتمبر 2023

أسئلة لا أملك جوابا لها

 أسأل نفسي كل يوم لماذا لم أحصل على هدنة بسيطة وأجلس ولو لالتقاط نَفْسي التي تبعثرت حينها، لماذا لم أجلس على ذاك السلم ولو بين أقدامهم لأستعيد ترتيب أشتاتي، لألتقط أنفاسي، لأفهم من أين وإلى أين سأسير!


لأبكي بكاء بسيطا صامتا، او حتى جهورا خافتا، لماذا تحاملت وسرت وتحدثت، لماذا لم أبني لنفسي مقاما امام الشجرة، وأزرعني في الارض زهرة، لماذا لم أروي بدمعي الرصيف فأشعل في الصخر جمرة!


لماذا لم أتشاجر ككل المجاذيب، و أضرب قلبي بالطوب، وامسح زجاج نظارات الناس بفوطة بيضاء، لماذا لم أنطق ما كتمته في قلبي من سباب بلغة لا ترجمة لها، لماذا خفت أن أضيع لمرة إضافية ولماذا لم يمنعني خوفي من أن أضيع، لماذا لم أستطيع، ولماذا ضعت؟!







الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023

نظــــارة

 ذات ليل أشارت لي ماما نحو القمر المختبئ خلف الأعمدة الخرسانية حولنا لتريني أن له وجه ضحوك، له عينان و ابتسامة واسعة، صدقتها لهذا الحد الذي كان يجعلني أتضور صبرا من أجل اللقاء السنوي حين يقف القمر فوق لسان البحر ليذيقه عذوبة النور، فأتسلل ليلا لأرى ابتسامته، وأطل أتأمل ملامحه كاملة حتى أشربها ، عينيه، وأبتسامته الطيبةلم أكن أتخيل أبدا ان نظارتي الطبية ستسرق ابتسامته وتستبدلها بالنتوء والحفر، والتعرجات الصخرية فوق سطح جسم معتم يستمد طاقته من غيره

الاثنين، 25 سبتمبر 2023

ظبي وبعوضة وحمار وحشي


             
لطالما كرروها على مسامعي"لسنا في الجنة"، لم تقف مسامعي على الكلمة لأتسائل ان كانت كلمة حقيقية يقصد شيء بها أم انهم يقولون أشياء درامية تليق بأن يصفق لها الجمهور أسفل خشبة المسرح
كنت أمرر الجملة بأن الجنة هنا في قلبي، ولكن لا أحد يعلم، ، لم أتخيل انهم ربما شموا رائحة منها وهم يعبثون سخرية بكلماتي، لم أخفي الجنة، بل عشتها، حتى صدقت بأنها هنا،  فلماذا لم يعيش أحد مثل حياتي، المؤسف انني  كنت أرى الخير دائما، لأنني أحيا في الجنة، ليس لأنه موجود، وكأنما عشت حياة كاملة وانا اضع نضارة النعيم على عيني بينما أظن أنها قرنيتي، المؤسف أكثر ان الاشياء كانت واضحة على حد كبير الا ان عيني لم تكن لتلتقطها، وكأنما تخلصت من فطنتي دون قصد، أو انني ولدت  لزمان آخر،  كنت في الغابة أشم عبير ورود الحديقة التي أظنها، لم تعبث رائحة البركة الموحلة بأنفي، لم تخنقني روائح الجيفة، كنت أرى الظباء غزلانا، والبعوض فراشات، و الحميرالوحشية  زرافا يلهو  في محميته الحرة، كانت الضواري تهاجم كل أليف، وكنت أراهم  حيوانات مختلفة الأحجام ليس إلا يتسابقون نحو حافة النهر، كنت أنا الحديقة، وكان الظلام هو الحقيقة

 أشعر بالأسف حيال نفسي، وأنا أردد بأن الخير بالداخل، وان هاؤلاء الذين آذوني يلهون معي، يلعبون لعبة الحياة التي قرأوها في كتب الأساطير، سيرفعون الأقنعة المخيفة ليعودوا رائعين كما أشعر نحوهم، لا قبح في العالم، العالم مكان رائع، أما هاؤلاء الذين ينصحونني بأن أتغير سيرفعون نظارة السواد عن أعينهم ليروا الزهور والأأشجار، ليروا الجمال المخبأ عنهم في قلبي، كنت على يقين انهم سيفرحوا فرحتي، سنتعانق الى الأبد حين يرون بأعينهم الحقيقة
أشفق على هؤلاء الذين اتخذوا مني عدوا لهم، لا لشيء سوى انهم ظنوا انني مصطنعة، كنت أربت دائما على قلبي بانهم ربما لم يملكوا طاقتي،
 لأكتشف الآن انهم الواقع وانا الخيال 

 لا أدري كيف اكتشفت هذا الطريق المظلم ربما  ساقني الضيق نحوه، والآن خارت كل قواي و لم أعد أشعر بشيء سوى انني هدمت ولا أحتاج إلا لأن أتفتت وتذروني كل ريح ويبنيني الله من جديد وإلا  فلا طاقة لي من بعد.




الثلاثاء، 19 سبتمبر 2023

فن اختيار الهدايا

 أطفال صغيرين يمكن أكبرهم 11 ولا 12 سنة كانوا بيحكوا النهارده قدامي عن ان أبوهم بيعاقبهم" مشوها بيعاقبهم" بالصعق بالكهرباء

"فين أمهم " ده السؤال اللي خفت اسأله ولأسف زي ما توقعت
الأطفال دول يتامى
لو الاهالي يبطلوا يضغطوا على أولادهم في موضوع الجواز ده، ويسيبوهم لوقت ما ربنا يرزقهم مش كان يبقى أرحم
لو الأهالي يوفروا طاقتهم في تعليم عيالهم ازاي يختاروا ناس كويسين مش يبقى أرحم
لو الأهالي يساعدوا أولادهم ويختاروا معاهم الناس مش يبقى أرحم
لو الأهالي يعرفوا اولادهم ازاي يحفظوا مشاعرهم للي يستحقها مش يبقى ارحم
لو الأهالي يربوا عيالهم على الرحمة مش يبقى أرحم
لو الرحمة بقت شرط أساسي في الاختيار بعد الدين، هي والاحترام، وسعة الصدر، والمرح، ولين القلب، والرضا، والصبر، والهدوء، والحكمة، والمودة، لو العطف، والتؤدة، و الطاقة، والتجدد، كانوا كلهم من شروط اختيار الانسان او الانسانة اللي هيتعاش معاهم باقي الدنيا مش كان يبقى ده أحسن
يعني كان يجرى ايه لو فضل الناس ناس قلبهم سايقهم المسألة مش واحدة نفسها حلو في الأكل وواحد ما بيشربش سجاير فيه حاجات أبسط واهم من كده بكتيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
انا ماعرفتش أقول حاجة للعيال وهرتلت بأي كلام عن انهم ان شاء الله هيبقوا بخير وفي أحسن حال بلا أي جدوى

السبت، 16 سبتمبر 2023

أللهم أصلح قلبي

 أحتاج لهذه الدعوة منذ كثير، لو انني قابلتها مسبقا لكان أفضل، أقف أمام المشكلات، الأحزان، وهؤلاء الذين آذوني صامتة أفكر ماذا لو أخبرتهم أن قلبي لم يكن ليتحمل أبدا ، الا ان الجميع مرهف الشعور، هش القلب، هكذا يبصر الجميع نفسه أمام مرآة وحدته، لذا أتوقف، سيضيع صوتي سدى وسط الأصوات التي تئن، فلا داعي لأنيني.. ولكن هل قلبي مثل القلوب من حولي!

يركل قلبي الأرض كطفل غضوب، يصك على قلبه، يخبط رأسه بجدران صدري، يكتم أنفاسه لثوان عله يفنى، أقسو عليه أحيانا ليعود لرشده، وأحيانا لأني لا أملك رفاهية الشكوى وسط هتافات الأنين الزائفة من حولي، يقول له الطبيب أن الحزن يقتل، فيتجاسر على شكواه ببسالة مقاتل يحمل شارة النصر بكل ما بقي في روحه ليثبتها على ارض معركته، أتذكر كل تلك اللحظات التي يعاند فيها قلبي مسبة أن يفنى حزنا، ليبثني كما اعتاد أن يفعل.. معنى جديد.




الخميس، 14 سبتمبر 2023

فتى مجهول

          يلاحقني بعينه كلما نظرت، هناك توتر ما يصيبك كلما لاحقك أحد بالنظر، أبرره لنفسي بأن اشعاع ما خفي تصدره عين المراقب ولا تلتقطه غير العيون، ألتفت له دون سعي فأجده يتمعن في وجهي، أخجل أنا ، ويخجل هو ويصرف كل منا نظره عن الآخر، يكرر الفعل مرارا، وأندهش لمرات أكثر، أعبس لعله يتوقف لكنه سرعان ما يعاود، أفكر في الثورة، أوقطع الصمت بالصوت، بالقول استدير، الا انني أتراجع ف محطتي أوشكت على الوصول، أنزل للطريق وفي قلبي ذكرى طفولية لبادرة شيء لم يكتمل
                                   
  2012

                                       اسكندرية


الأربعاء، 13 سبتمبر 2023

ماذا سأخسر؟

 لست شجاعة بأي قدر، قبل عامين وجدتني بداخل السيارة المجنونة لا أعبأ، تتراقص العربة في الطريق، فلا أعيرها أي انتباه، بينما كان رفاقي يضربون أقدامهم خوفا مبتلعين السباب للسائق، سألت نفسي حينها كيف صرت أشجع فلم أجد أبلغ من كوني فارغة، لا ورائي ولا أمامي
هن يخفن ألا يعدن لأبنائهن، أحبابهن، وكنوزهن المخبأة
لا أملك شيئا ولا يمتلكني أي شيء فلماذا أخاف أن لا أعود
ترقص السيارات كل يوم وأتنفس أنفاسا دافئة عادية، أردد دعاء السفر، دون خطة واحدة لمعاندة القدر
يخيفني حدسي من هذا الظن أن أذهب يوم بلا عودة، فالاكتفاء عقدة الاستمرارية، ويخيفني عقلي بأن يصبح يأس مغلف بالاكتئاب المقنع بالواقعية
و ألفظ الخوف بالحقيقة.. متسائلة ماذا سأخسر!
تسألني صديقتي عن موعدي لتجريب السلم الكهربي ومعاندة خوفي فأسألها ماذا سأخسر؟
ماذا سأخسر ان لم أصعد سلما كهربائيا واحدا طيلة حياتي
تخبرني زميلتي انني الأخيرة، فلا أحد الآن يسير خطوة دون هاتف، أبتسم في صمت.. لم أخسر بدونه أي شيء
أرجح أنني من زمان آخر، الوصف واقعي بكل قدر، لذلك لم أعد أتكيف، أقف أحيانا منبهرة كسائح مشدوه بالتجربة الخيالية، وأحيانا ساخطة، الا ان رحلتي طويلة أو قصيرة كانت لن تسلبني حقيقة انني أشبهني، ولا يهم أن أجد أحدا يشبهني، يكفيني أني صرت أعرف اختلافي وهذا كنز الرحلة بكل قدر!




لا أخفيكم هذا السر
أخاف أن أخسر فرصتي في توبة حقيقية، أخسر عملا يقربني إلى الله، أخسر أن أقبل عملا وقلبا واخلاصا، أخسر فرصتي للتغيير.




الأحد، 3 سبتمبر 2023

لعبة الحياة

         هناك قناعة ما تخبرني بالحاح دائما، بأن ما لم اوفق بالحصول عليه، ما هو الا واحدة من معجزات الله التي لا تخطئني أبدا، والتي لولاها ما رضيت أبدا، وكأن حصولي على ما أحلم، ماهو إلا عثرة كانت ستوقف طريقي، ولا أقصد هنا بأن الاستجابة، أو تحقيق الأحلام سيغيرني من طموحة لمفرغة من كل رغبة حقيقية، ولكن بالمنع ذاته، لأن الله يعلم، الله صاحب الكتاب، الذي خط فيه القدر، العلام، أخبر نفسي بيقين تام انني حتما، كنت سأرضى قليلا، لكن سأندم طيلة دهري
أشعر بامتنان بالغ لله على المنع
أقف الآن أمام مرآة نفسي واسألني عن المنصب الذي تركته لتوي بهدوء، ماذا لو لاحقني هو ككل تلك اللأشياء التي نتجاهلها فتسعى وراءنا، ربما حينها سأشعر بالحيرة
 الأمر محير للغاية، أيهما أصح، أن أغلق الباب للأبد، وأضيع مفتاحه، أم أن أنشغل بما أمامي، وكل شيء بموعده
أما عن السعي ف سعيت مطولا ولكل شيء في الكون نهاية محتمة، وقد تصبح النهاية هي السبب في البداية الأعظم
فيجب لأي انسان أن يترك الوسط لينتقل للقمة، الأهم دائما من أن لا يتراجع أن يحلم.



 

الجمعة، 1 سبتمبر 2023

حين غفوت مريضة

 رأيتها ثانية، تلك المرأة الحنونة، صاحبة الأيادي الناعمة، التي تربت بحب على الأيدي بأصابع من الشمع توشك على الانصهار.

كان لقاءا سحريا، ككل اللقاءات، سريعا، خاطفا
كل لقاءات الأحلام سريعة، تنجز كل الخطط والأمنيات فجأة، ومن دون تخطيط
الناس في أحلامي ملائكة، لهم شفافية لا منطق لها، كنا نحن كذلك
أتيت عبر البالون الملون، قلت إنك ستأتي، فانتظرناك تحت مهبط البلالين، نزلت عبر السلم الطويل، وعدت محملا بالحلوى
في الغرفة الواسعة جلسنا، الغرفة تقبع أمام الزروع التي لطالما رأيتها في مناماتي الموحشة، تلك التي لا أراك فيها، لم أخرج للشرفة المنعمة بالرضا، لأرى ظلال الأشجار الوارفة المطعّمة بالأخضر، بل اكتفيت بالشمس التي تسللت منها للغرفة بأكملها لأطمئن،
أن فصلا جديدا من الدنيا سيبصر النهار.
منام غفوة مرض
30_أغسطس_2023
(نصوص كتبتها عيني)