الأربعاء، 13 سبتمبر 2023

ماذا سأخسر؟

 لست شجاعة بأي قدر، قبل عامين وجدتني بداخل السيارة المجنونة لا أعبأ، تتراقص العربة في الطريق، فلا أعيرها أي انتباه، بينما كان رفاقي يضربون أقدامهم خوفا مبتلعين السباب للسائق، سألت نفسي حينها كيف صرت أشجع فلم أجد أبلغ من كوني فارغة، لا ورائي ولا أمامي
هن يخفن ألا يعدن لأبنائهن، أحبابهن، وكنوزهن المخبأة
لا أملك شيئا ولا يمتلكني أي شيء فلماذا أخاف أن لا أعود
ترقص السيارات كل يوم وأتنفس أنفاسا دافئة عادية، أردد دعاء السفر، دون خطة واحدة لمعاندة القدر
يخيفني حدسي من هذا الظن أن أذهب يوم بلا عودة، فالاكتفاء عقدة الاستمرارية، ويخيفني عقلي بأن يصبح يأس مغلف بالاكتئاب المقنع بالواقعية
و ألفظ الخوف بالحقيقة.. متسائلة ماذا سأخسر!
تسألني صديقتي عن موعدي لتجريب السلم الكهربي ومعاندة خوفي فأسألها ماذا سأخسر؟
ماذا سأخسر ان لم أصعد سلما كهربائيا واحدا طيلة حياتي
تخبرني زميلتي انني الأخيرة، فلا أحد الآن يسير خطوة دون هاتف، أبتسم في صمت.. لم أخسر بدونه أي شيء
أرجح أنني من زمان آخر، الوصف واقعي بكل قدر، لذلك لم أعد أتكيف، أقف أحيانا منبهرة كسائح مشدوه بالتجربة الخيالية، وأحيانا ساخطة، الا ان رحلتي طويلة أو قصيرة كانت لن تسلبني حقيقة انني أشبهني، ولا يهم أن أجد أحدا يشبهني، يكفيني أني صرت أعرف اختلافي وهذا كنز الرحلة بكل قدر!




لا أخفيكم هذا السر
أخاف أن أخسر فرصتي في توبة حقيقية، أخسر عملا يقربني إلى الله، أخسر أن أقبل عملا وقلبا واخلاصا، أخسر فرصتي للتغيير.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق