الاثنين، 25 سبتمبر 2023

ظبي وبعوضة وحمار وحشي


             
لطالما كرروها على مسامعي"لسنا في الجنة"، لم تقف مسامعي على الكلمة لأتسائل ان كانت كلمة حقيقية يقصد شيء بها أم انهم يقولون أشياء درامية تليق بأن يصفق لها الجمهور أسفل خشبة المسرح
كنت أمرر الجملة بأن الجنة هنا في قلبي، ولكن لا أحد يعلم، ، لم أتخيل انهم ربما شموا رائحة منها وهم يعبثون سخرية بكلماتي، لم أخفي الجنة، بل عشتها، حتى صدقت بأنها هنا،  فلماذا لم يعيش أحد مثل حياتي، المؤسف انني  كنت أرى الخير دائما، لأنني أحيا في الجنة، ليس لأنه موجود، وكأنما عشت حياة كاملة وانا اضع نضارة النعيم على عيني بينما أظن أنها قرنيتي، المؤسف أكثر ان الاشياء كانت واضحة على حد كبير الا ان عيني لم تكن لتلتقطها، وكأنما تخلصت من فطنتي دون قصد، أو انني ولدت  لزمان آخر،  كنت في الغابة أشم عبير ورود الحديقة التي أظنها، لم تعبث رائحة البركة الموحلة بأنفي، لم تخنقني روائح الجيفة، كنت أرى الظباء غزلانا، والبعوض فراشات، و الحميرالوحشية  زرافا يلهو  في محميته الحرة، كانت الضواري تهاجم كل أليف، وكنت أراهم  حيوانات مختلفة الأحجام ليس إلا يتسابقون نحو حافة النهر، كنت أنا الحديقة، وكان الظلام هو الحقيقة

 أشعر بالأسف حيال نفسي، وأنا أردد بأن الخير بالداخل، وان هاؤلاء الذين آذوني يلهون معي، يلعبون لعبة الحياة التي قرأوها في كتب الأساطير، سيرفعون الأقنعة المخيفة ليعودوا رائعين كما أشعر نحوهم، لا قبح في العالم، العالم مكان رائع، أما هاؤلاء الذين ينصحونني بأن أتغير سيرفعون نظارة السواد عن أعينهم ليروا الزهور والأأشجار، ليروا الجمال المخبأ عنهم في قلبي، كنت على يقين انهم سيفرحوا فرحتي، سنتعانق الى الأبد حين يرون بأعينهم الحقيقة
أشفق على هؤلاء الذين اتخذوا مني عدوا لهم، لا لشيء سوى انهم ظنوا انني مصطنعة، كنت أربت دائما على قلبي بانهم ربما لم يملكوا طاقتي،
 لأكتشف الآن انهم الواقع وانا الخيال 

 لا أدري كيف اكتشفت هذا الطريق المظلم ربما  ساقني الضيق نحوه، والآن خارت كل قواي و لم أعد أشعر بشيء سوى انني هدمت ولا أحتاج إلا لأن أتفتت وتذروني كل ريح ويبنيني الله من جديد وإلا  فلا طاقة لي من بعد.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق